عامين على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وآله فلما جاء المشركون يوم الأحزاب أرسل المشركون إليهم أن اخرجوا معنا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأرسلت إليهم اليهود أن ارسلوا إلينا بخمسين من رهنكم فجاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المسلمين فحدثهم وكان نعيم يأمن في المسلمين والمشركين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله أنهم قد أرسلوا إلى المشكرين يسألونهم خمسين من رهنهم ليخرجوا معهم فأبوا أن يبعثوا إليهم بالرهن فصاروا حربا للمسلمين والمشركين فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله سعد بن معاذ وخوات بن جبير .
فلما أتياهم قال عظيمهم كعب بن الأشرف : أنه قد كان لي جناحان فقطعتم أحدهما فإما أن تردوا علي جناحي وإما أن أتخذ عليكم جناحا فقال خوات بن جبير : إني لأهم أن أطعنه بحربتي .
فقال له سعد : إذن يسبق القوم ويأخذون فمنعه فرجعا إلى النبي صلى الله عليه وآله فحدثاه بالذي كان من أمرهما وأذن الله فيهم ورجع الأحزاب ووضع النبي صلى الله عليه وآله سلاحه فأتاه جبريل فقال : والذي أنزل عليك الكتاب ما نزلت عن ظهرها منذ نزل بك المشركون حتى هزمهم الله فسر فإن الله قد أذن لك في قريظة .
فأتاهم النبي صلى الله عليه وآله هو وأصحابه فقال لهم : يا إخوة القردة والخنازير .
فقالوا : يا أبا القاسم ما كنت فحاشا .
فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان من القبيلة الذين هم حلفاؤهم فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتقسم غنائمهم وأموالهم .
ويذكرون أن النبي صلى الله عليه وآله قال : حكم بحكم الله فضرب أعناقهم وقسم غنائمهم وأموالهم .
وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن سعيد قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله بني النضير في حاجة فهموا به فأطلعه الله على ذلك فندب الناس إليهم فصالحهم على أن لهم الصفراء والبيضاء وما أقلت الإبل ولرسول الله صلى الله عليه وآله النخل والأرض والحلقة قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار منها شيئا إلا سهل بن حنيف وأبا دجانة .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله غدا يوما إلى النضير ليسألهم كيف الدية فيهم فلما لم يروا مع رسول الله كثير أحد أبرموا بينهم على أن يقتلوه ويأخذوا أصحابه أسارى ليذهبوا بهم إلى مكة ويبيعوهم من قريش .
فبينما هم على ذلك إذا إذ ؟ جاء من اليهود من المدينة فلما رأى أصحابه يأتمرون بأمر النبي صلى الله عليه وآله قال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : نريد أن نقتل محمدا ونأخذ أصحابه .
فقال لهم : وأين
