آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس قال : مجلس النبي صلى الله عليه وآله فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم .
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : إذا قيل لكم تفسحوا الآية قال : نزلت هذه الآية في مجالس الذكر وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله صلى الله عليه وآله فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض .
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال : كانوا يجيئون فيجلسون ركاما بعضهم خلف بعض فأمروا أن يتفسحوا في المجلس فانفسح بعضهم لبعض .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : أنزلت هذه الآية يوم جمعة وجلس رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ في الصفة وفي المكان ضيق وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد النبي صلى الله عليه وآله عليهم ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم فعرف النبي صلى الله عليه وآله ما يحملهم على القيام فلم يفسح لهم فشق ذلك عليه فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر : قم يا فلان وأنت يا فلان فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه فنزلت هذه الآية .
وأخرج البخاري ومسلم عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا " .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس قال : ذلك في مجلس القتال وإذا قيل انشزوا قال : إلا الخير والصلاة .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : وإذا قيل انشزوا قال : إلى كل خير قتال عدو وأمر بمعروف أو حق ما كان .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله : وإذا قيل انشزوا فانشزوا يقول : إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا .
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن ابن عباس في قوله :