صلى الله عليه وآله ثم حفر كل منهما لنفسه حفرة وحمل عليهم القوم فثبتا حتى قتلا .
وكانت على ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها فبينا رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت بن قيس في منامه فقال له : إني أوصيك بوصية إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه : إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفا على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا .
فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها وإذا قدمت على خليفة رسول الله فأخبره أن علي من الدين كذا وكذا ولي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وفلان فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه .
فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فدفعوا الرجل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها فأتوا به خالد بن الوليد .
فلما قدموا المدينة حدث الرجل أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته ولا يعلم أحد من المسلمين جوزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس .
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود Bه في قوله لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية قال : نزلت في قيس بن شماس .
وأخرج الترمذي وابن حبان وابن مردويه عن صفوان بن عسال Bه أن رجلا من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يناديه بصوت له جهوري : يا محمد يا محمد فقلنا : ويحك أخفض من صوتك فإنك قد نهيت عن هذا قال : لا والله حتى أسمعه فقال النبي صلى الله عليه وآله : هاؤم قال : أرأيت رجلا يحب قوما ولم يلحق بهم قال : المرء مع من أحب .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة Bه قال : لما أنزل الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى قال رسول الله صلى الله عليه وآله : منهم ثابت بن قيس بن شماس .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد Bه في قوله امتحن قال : أخلص .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة Bه في الآية قال : أخلص الله قلوبهم فيما أحب