أن ينزل في القرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شيء فقال النبي صلى الله عليه وآله : " لقد أنزلت علي الليلة سورة أحب إلي من الدنيا وما فيها " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجمع بن جارية الأنصاري قال : شهدنا الحديبية فلما انصرفنا عنها إلى كراع الغميم إذا الناس يوجفون الأباعر فقال الناس بعضهم لبعض : ما للناس ؟ قالوا : أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فخرجنا مع الناس نوجف فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله على راحلته على كراع الغميم فاجتمع الناس عليه فقرأ عليهم : إنا فتحنا لك فتحا مبينا فقال رجل : يا رسول الله : أوفتح هو ؟ قال : " والذي نفس محمد بيده إنه لفتح " فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية فقسمها رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة منهم ثلثمائة فارس فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود Bه قال : أقبلنا من الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله فبينا نحن نسير إذ أتاه الوحي وكان إذا أتاه إشتد عليه فسري عنه وبه من السرور ما شاء الله فأخبرنا أنه أنزل عليه إنا فتحنا لك فتحا مبينا .
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن مردويه والبيهقي عن أنس Bه في قوله : إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال : الحديبية .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس Bه في قوله : إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال : فتح خيبر .
وأخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن البراء Bه قال : تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية .
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء