المدائن ويعمل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها وجمع أحبار اليهود فأخبروه أنه سيخرج نبي بمكة يكون قراره بهذا البلد اسمه أحمد وأخبروه أنه لا يدركه فقال تبع للأوس والخزرج : أقيموا بهذا البلد فإن خرج فيكم فآزروه وصدقوه وإن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم وقال في شعره : حدثت أن رسول المليك يخرج حقا بأرض الحرم ولو مد دهري إلى دهره لكنت وزيرا له وابن عم وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن سلام قال : لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وآله لما كان يهود يثرب يخبرونه .
وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحق قال : أري تبع في منامه أن يكسو البيت فكساه الخصف ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه العافر ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الوصائل وصائل اليمن فكان تبع فيما ذكر لي أول من كساه وأوصى بها ولاته من جرهم وأمر بتطهيره وجعل له بابا ومفتاحا .
وأخرج عبد بن حميد ابن جرير عن قتادة إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين قال يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفي فيه للأولين والآخرين يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا قال : انقطعت الأسباب يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقي به .
وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا قال : ولي عن ولي .
الآيات 43 - 59