فمضى فإذا هو بالقصر الذي وعدته وإذا دونه نهر وإذا رجل جالس على سرير فقال له : كيف الطريق إلى هذا القصر ؟ ولقد رأيت في ليلتي أعاجيب قال : ما هي فذكر الكلبه .
قال : يأتي على الناس زمان يثب الصغير على الكبير والوضيع على الشريف والسفيه على الحليم .
وذكر له الذي يحمل الحجارة قال : يأتي على الناس زمان يكون عند الرجل الأمانه فلا يقدر يؤديها ويزيد عليها .
وذكر له الذي يستقي قال : يأتي على الناس زمان يتزوج الرجل المرأة لا يتزوجها لدينها ولا حسب ولا جمال إنما يريد مالها وتكون لا تلد فيكون كل شيء منه يرجع فيها .
وذكر له الظبيه قال : هي الدنيا .
أما الراكب عليها فالملك .
وأما الذين يحلبونها فهو أطيب الناس عيشا .
وأما الذي يمسك بقرنيها فمن أيبس الناس عيشا .
واما الذي يمسك ذنبها فالذي لا يأتيه رزقه إلا قوتا .
والذين يمسكون بقوائمها فسفلة الناس .
وذكر له البذر قال : يأتي على الناس زمان لا يدري متى يتزوج الرجل ومتى يولد المولود ومتى قد بلغ .
وذكر له الذي يحصد فقال : ذاك ملك الموت يحصد الصغير والكبير وأنا هو بعثني الله إليك لأقبض روحك على أسوء أحوالك .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر Bه .
أنه شرب ماء بارد فبكى فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : ذكرت آية في كتاب الله وحيل بينهم وبين ما يشتهون فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله أفيضوا علينا من الماء الأعراف الآيه 50 .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتاده في قوله إنهم كانوا في شك مريب قال : إياكم والشك والريبه فإنه من مات على شك بعث عليهومن مات على يقين بعث عليه .
والله أعلم 7