إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين .
أخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فاذا هم فريقان يختصمون قال : مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه .
وقولهم ليس بمرسل .
وفي قوله لم تستعجلون بالسيئة قال : العذاب قبل الحسنة قال : الرحمة .
وفي قوله قالوا اطيرنا بك قال : تشاءمنا .
وفي قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال : من قوم صالح .
وفي قوله تقاسموا بالله قال : تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فاذا هم فريقان يختصمون قال : ان القوم بين مصدق ومكذب .
مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه .
في ذلك كانت خصومة القوم قالوا اطيرنا بك قال : قالوا : ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك قال طائركم عند الله يقول : علم أعمالكم عند الله بل أنتم قوم تفتنون قال : تبتلون بطاعة الله ومعصيته وكان في المدينة تسعة رهط قال : من قوم صالح قالوا : تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله قال : توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال : ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم ثم لنقولن لوليه يعنون رهط صالح ومكروا مكرا قال : مكرهم الذي مكروا بصالح ومكرنا مكرا قال : مكر الله الذي مكر بهم : رماهم بصخرة فأهمدتهم