اخواني فيقول لي : ارجع .
فارجع وأنا مغتبط لقوله تعالى وان قيل لكم ارجعوا هو أزكى لكم .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : كان الرجل في الجاهلية اذا لقي صاحبه لا يسلم عليه يقول : حييت صباحا .
وحييت مساء .
وكان ذلك تحية القوم بينهم وكان أحدهم ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحم ويقول : قد دخلت .
فيشق ذلك على الرجل ولعله يكون مع أهله فغير الله ذلك كله في ستر وعفة فقال لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم فلما نزلت آية التسليم في البيوت والاستئذان فقال أبو بكر : يا رسول الله فكيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة والشام وبيت المقدس ولهم بيوت معلومة على الطريق فكيف يستأذنون ويسلمون وليس فيهم سكان ؟ فرخص الله في ذلك .
فأنزل الله ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة بغير اذن .
وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود في الناسخ وابن جرير عن ابن عباس قال يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ففسح واستثنى من ذلك فقال ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم .
- قوله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون .
أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في طريق من طرقات المدينة فنظر إلى امرأة ونظرت إليه فوسوس لهما الشيطان : انه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا اعجابا به فبينا الرجل يمشي إلى جنب حائط ينظر اليها اذ استقبله الحائط فشق أنفه فقال : والله لا اغسل الدم حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وآله فاعلمه أمري فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي صلى الله عليه وآله : " هذا عقوبة ذنبك " وأنزل الله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .
الآية .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .
الآية أي عما لا يحل لهم ويحفظوا فروجهم أي عما لا يحل لهم