فكان لا يشبع حتى يشبع الجائع وكان لا يكتسي حتى يكسي العاري وكان إبليس قد أعياه أمر أيوب لقوته فلا يقدر عليه وكان عبدا معصوما .
وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن وهب أنه سئل : ما كانت شريعة قوم أيوب ؟ قال : التوحيد وإصلاح ذات البين .
وإذا كانت لأحد منهم حاجة خر لله ساجدا ثم طلب حاجته .
قيل : فما كان ماله ؟ قال : كان له ثلاثة آلاف فدان مع كل فدان عبد مع كل عبد وليدة ومع كل وليد أتان وأربعة عشرة ألف شاة ولم يبت ليلة له إلا وضيف وراء بابه ولم يأكل طعامه إلا ومعه مسكين .
وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان الثوري قال : ما أصاب إبليس من أيوب في مرضه إلا الأنين .
وأخرج ابن عساكر عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وآله .
" قال الله لأيوب : تدري ما جرمك إلي حتى ابتليتك ؟ فقال : لا يا رب .
قال : لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين " .
وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : إنما كان ذنب أيوب أنه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه فلم يعنه ولم يأمر بمعروف وينه الظالم عن ظلمه المسكين فابتلاه الله .
وأخرج ابن عساكر عن الليث بن سعد قال : كان السبب الذي ابتلي فيه أيوب أنه دخل أهل قريته على ملكهم - وهو جبار من الجبابرة - وذكر بعض ما كان ظلمه الناس فكلموه فأبلغوا في كلامه ورفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه فقال الله : " اتقيت عبدا من عبادي من أجل زرعك ؟ " فأنزل الله به ما أنزل من البلاء .
وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس الخولاني قال : أجدب الشام فكتب فرعون إلى أيوب : أن هلم إلينا فإن لك عندنا سعة .
فأقبل بخيله وماشيته وبنيه فأقطعهم فدخل شعيب فقال فرعون : أما تخاف أن يغضب غضبة فيغضب لغضبه أهل السموات والأرض والجبال والبحار ؟ فسكت أيوب فلما خرجا من عنده أوحى الله إلى أيوب : أوسكت عن فرعون لذهابك إلى أرضه ؟ استعد للبلاء .
قال : فديني ؟ قال : أسلمه لك .
قال : لا أبالي .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال : لما