بغت .
وكان من زنى فيهم حده الرجم فرفعت إلى داود وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها فقال سليمان : ائتوا بنار فإنه إن كان ماء الرجال تفرق وإن كان ماء البيض اجتمع .
فأتي بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم فعطف داود على سليمان فأحبه .
ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه فقضى داود عليه السلام بالغنم لأصحاب الحرث فخرجوا وخرجت الرعاة معهم الكلاب فقال سليمان : كيف قضى بينكم ؟ فأخبروه فقال : لو وليت أمرهم لقضيت بغير هذا القضاء .
فقيل لداود عليه السلام : إن سليمان يقول كذا وكذا .
فدعاه فقال : كيف تقضي بينهم ؟ فقال : أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلالها وألبانها ومنافعها ويذر أصحاب الحرث الحرث هذا العام فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفعوا إلى هؤلاء الغنم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نفشت قال : رعت .
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : نفشت قال : النفش الرعي بالليل .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد : بدلن بعد النفش الوجيفا وبعد ول الحزن الصريفا وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي شيبة وأحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حرام بن محيصة أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا فأفسدت فيه فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله : " على أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وإن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها " .
وأخرج ابن مردويه عن عائشة Bها أن ناقة البراء بن عازب Bه دخلت حائطا لقوم فأفسدت عليهم فأتوا النبي صلى الله عليه وآله فقال : على أهل الحائط حفظ حائطهم بالنهار وعلى أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل ثم تلا هذه الآية وداود وسليمان الآية .
ثم قال : نفشت ليلا "