وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن زيد بن أسلم في قوله : يعلم السر وأخفى قال : يعلم أسرار العباد وأخفى سره فلا نعلمه والله أعلم .
وأخرح عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : إني آنست نارا أي أحسست نارا .
أو أجد على النار هدى قال : من يهديني .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - Bهما - في قوله : أو أجد على النار هدى قال : من يهديني إلى الطريق وكانوا شاتين فضلوا الطريق .
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : أو أجد على النار هدى يقول : من يدل على الطريق .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : أو أجد على النار هدى قال : يهديه الطريق .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : أو أجد على النار هدى قال : هاد يهديني إلى الماء .
وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال : لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا فإذا هو بنار عظيمة : تفور من ورق الشجر خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق لا تزداد النار فيما يرى إلا عظما وتضرما ولا تزداد الشجرة على شدة الحريق إلا خضرة وحسنا ! فوقف ينظر لا يدري ما يصنع إلا أنه قد ظن أنها شجرة تحترق وأوقد إليها موقد فنالها فاحترقت وإنه إنما يمنع النار شدة خضرتها وكثرة مائها وكثافة ورقها وعظم جذعها فوضع أمرها على هذا فوقف وهو يطمع أن يسقط منها شيء فيقتبسه فلما طال عليه ذلك أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد أن يقتبس من لهبها فلما فعل ذلك موسى مالت نحوه كأنها تريده فاستأخر عنها وهاب ثم عاد فطاف بها ولم تزل تطمعه ويطمع بها ثم لم يكن شيء بأوشك من خمودها فاشتد عند ذلك عجبه وفكر موسى في أمرها فقال : هي نار ممتنعة لا يقتبس منها ولكنها تتضرم في جوف شجرة فلا تحرقها ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين .
فلما رأى ذلك موسى قال : إن لهذه شأنا .
ثم وضع أمرها على أنها مأمورة أو مصنوعة لا يدري من أمرها ولا بما أمرت ولا من صنعها ولا لم صنعت فوقف متحيرا لا يدري أيرجع أم يقيم ؟ فبينا هو على ذلك