يقول لنبي إسرائيل : " إني إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي ناهية وإذا عصيت غضبت ولعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد " .
وأخرج أحمد عن وهب قال : يقول الله : " اتقوا غضبي فإن غضبي يدرك إلى ثلاثة آباء وأحبوا رضاي فإن رضاي يدرك في الأمة " .
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : وما فعلته عن أمري قال : كان عبدا مأمورا مضى لأمر الله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال : قال موسى لفتاه يوشع بن نون لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين فاصطادا حوتا فاتخذاه زادا وسارا حتى انتهيا إلى الصخرة التي أرادها فهاجت ريح فاشتبه عليه المكان ونسيا عليه الحوت ثم ذهبا فسارا حتى اشتهيا الطعام فقال لفتاه : آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا يعني جهدا في السير .
فقال الفتى لموسى : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره .
قال : فسمعنا عن ابن عباس أنه حدث عن رجال من علماء أهل الكتاب أن موسى دعا ربه على أثره ومعه ماء عذب في سقاء فصب من ذلك الماء في البحر وانصب على أثره فصار حجرا أبيض أجوف فأخذ فيه حتى انتهى إلى الصخرة التي أراد فصعدها وهو متشوف : هل يرى ذلك الرجل ؟ حتى كاد يسيء الظن ثم رآه فقال : السلام عليك يا خضر .
قال : عليك السلام يا موسى .
قال : من حدثك أني أنا موسى .
! ؟ قال : حدثني الذي حدثك أني أنا الخضر .
قال : إني أريد أن أصحبك على أن تعلمني مما علمت رشدا وأنه تقدم إليه فنصحه فقال : إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا وذلك بأن أحدهم لو رأى شيئا لم يكن رآه قط ولم يكن شهده ما كان يصبر حتى يسأل ما هذا فلما أبى عليه موسى إلا أن يصحبه قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا إن عجلت علي في ثلاث فذلك حين أفارقك .
فهم قيام ينظرون إذ مرت سفينة ذاهبة إلى أبلة فناداهم خضر : يا أصحاب السفينة هلم إلينا فاحملونا في سفينتكم وإن أصحاب السفينة قالوا لصاحبهم : إنا نرى رجالا في مكان مخوف إنما يكون هؤلاء لصوصا فلا تحملهم .
فقال صاحب السفينة : إني أرى رجالا على وجوههم النور لأحملنهم .
فقال الخضر : بكم