إسرائيل ملكهم فلما أفسدوا : بعث الله عليهم في المرة الآخرة بختنصر فخرب المساجد وتبر ما علوا تتبيرا قال الله : بعد الأولى والآخرة عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا قال : فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي هاشم العبدي عن ابن عباس Bهما قال : ملك ما بين المشرق والمغرب أربعة : مؤمنان وكافران أما الكافران فالفرخان و ؟ بختنصر .
فأنشأ أبو هاشم يحدث قال : كان رجل من أهل الشام صالحا فقرأ هذه الآية وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب إلى قوله : علوا كبيرا .
قال : يا رب أما الأولى فقد فاتتني فأرني الآخرة .
فأتى وهو قاعد في مصلاه قد خفق برأسه فقيل : الذي سألت عنه ببابل واسمه بختنصر .
فعرف الرجل أنه قد استجيب له فاحتمل جرابا من دنانير فأقبل حتى انتهى إلى بابل فدخل على الفرخان فقال : إني قد جئت بمال فأقسمه بين المساكين .
فأمر به فأنزل فجمعوهم له ثم جعل يعطيهم ويسألهم عن أسمائهم حتى إذا فرغ ممن بحضرته قيل له : فإنه قد بقيت منهم بقايا في الرساتيق فجعل يبعث فتاه حتى إذا كان الليل رجع إليه فأقرأه رجلا رجلا فأتى على ذكر بختنصر فقال : قف .
كيف قلت ؟ قال : بختنصر .
قال : وما بختنصر هذا ؟ قال : هو أشدهم فاقة وهو مقعد يأتي عليه السفارون فيلقي أحدهم إليه الكسرة ويأخذ بأنفه .
قال : فإني مسلم به ؟ لا بد .
قال الآخر : فإنما هو في خيمة له يحدث فيها حتى أذهب فأقلبها وأغسله .
قال : دونك هذه الدنانير .
فأقبل إليه بالدنانير فأعطاه إياها .
ثم رجع إلى صاحبه فجاء معه فدخل الخيمة فقال : ما اسمك ؟ قال : بختنصر .
قال : من سماك بختنصر ؟ قال : من عسى أن يسميني إلا أمي ! قال : فهل لك أحد ؟ قال : لا والله إني لههنا أخاف بالليل أن تأكلني الذئاب .
قال : فأي الناس أشد بلاء ؟ قال : أنا .
قال : أفرأيت إن ملكت يوما من دهر أتجعل لي أن لا تعصيني ؟ قال أي سيدي لا يضرك أن لا تهزأ بي .
قال : أرأيت إن ملكت مرة أتجعل لي أن لا تعصيني ؟ قال : أما هذه فلا أجعلها لك ولكن سوف أكرمك كرامة لا أكرمها أحدا .
قال دونك هذه الدنانير ثم انطلق فلحق بأرضه فقام الآخر فاستوى على رجليه ثم انطلق فاشترى حمارا وأرسانا ثم جعل يستعرض تلك الأعاجم فيجزها فيبيعه ثم قال : إلى متى هذا الشقاء ؟ فعمد فباع ذلك الحمار وتلك الأرسان