شيخ قال : ومن هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أبوك إبراهيم وهذا موسى وهذا عيسى ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا .
حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وآله ثم أتوا بأشربة فاختار النبي صلى الله عليه وآله اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ثم قيل له : قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له : ماذا صنعت ؟ قال : " فرضت على أمتي خمسون صلاة " فقال له موسى عليه السلام : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق هذا فرجع ثم جاء فقال له موسى عليه السلام : ماذا صنعت ؟ فقال : " ردها إلى خمسين وعشرين " فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال : ردها إلى اثنتي عشرة فقال موسى عليه السلام : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال : " ردها إلى خمس " فقال موسى عليه السلام : ارجع فاسأله التخفيف قال : " قد استحيت من ربي فما أراجعه وقد قال لي ربي أن لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيتكها " .
وأخرج ابن عرفة في جزئه المشهور وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر في تاريخه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه Bه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " أتاني جبريل عليه السلام بدابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليه ثم انطلق يهوي بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه وإذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى مررنا برجل طوال سبط آدم كأنه من رجال شنوأة وهو يقول : ويرفع صوته أكرمته وفضلته فدفعنا إليه فسلمنا فرد السلام فقال : " من هذا معك يا جبريل ؟ قال : هذا أحمد قال : مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته ثم اندفعنا فقلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا موسى بن عمران E قلت : ومن يعاتب ؟ قال : يعاتب ربه فيك قلت : ويرفع صوته على ربه ؟ ! قال : إن الله قد عرف له حديثه ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن ثمرها السراح تحتها شيخ وعياله فقال لي جبريل عليه السلام : اعمد إلى أبيك إبراهيم فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام فقال إبراهيم : من معك يا جبريل ؟ قال : هذا ابنك أحمد فقال : مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته يا بني إنك لاق ربك الليلة وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلها في أمتك فافعل ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت