على بلال أن يكفر فأبى فجعلوا يضعون درعا من حديد في الشمس ثم يلبسونها إياه فإذا ألبسوها إياه قال : أحد .
أحد .
وأما خباب فيجعلوا يجرونه في الشوك وأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقيه وأما الجارية فوتد لها أبو جهل أربعة أوتاد ثم مدها فأدخل الحربة في قبلها حتى قتلها ثم خلوا عن بلال وخباب وعمار فلحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله فأخبروه بالذي كان من أمرهم واشتد على عمار الذي كان تكلم به .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت : أكان منشرحا بالذي قلت أم لا ؟ قال : لا .
قال : وأنزل الله إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .
وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه قال : أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي وذكر آلهتهم .
بخير ثم تركوه فلما أتى النبي قال : ما وراءك شيء ؟ قال : شر ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال : كيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئن بالإيمان .
قال : إن عادوا فعد .
فنزلت إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين : " أن النبي لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه ويقول : أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا .
فإن عادوا فقل ذلك لهم " .
وأخرج ابن سعد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان قال : ذلك عمار بن ياسر وفي قوله : ولكن من شرح بالكفر صدرا قال : ذاك عبد الله بن أبي سرح .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك في قوله : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان قال : نزلت في عمار بن ياسر .
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحكم إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان قال : نزلت في عمار .
وأخرج ابن جرير عن السدي أن عبد الله بن أبي سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين ووشى بعمار وخباب عند ابن الحضرمي أو ابن عبد الدار فأخذوهما وعذبوهما حتى كفرا فنزلت إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان