وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها قال : نقضت حبلها بعد إبرامها إياه .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية : لو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم : ما أحمق هذه .
! وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده .
وفي قوله : تتخذون أيمانكم دخلا بينكم قال : خيانة وغدرا .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس Bهما في قوله : أن تكون أمة هي أربى من أمة قال : ناس أكثر من ناس .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد Bه في قوله : أن تكون أمة هي أربى من أمة قال : كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير Bه في الآية قال : ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا يعني بعد ما أبرمته تتخذون أيمانكم يعني العهد دخلا بينكم يعني بين أهل العهد يعني مكرا أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد أن تكون أمة هي أربى من أمة يعني أكثر إنما يبلوكم الله به يعني بالكثرة وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة يعني المسلمة والمشركة أمة واحدة يعني ملة الإسلام وحدها ولكن يضل من يشاء يعني عن دينه وهم المشركون ويهدي من يشاء يعني المسلمين ولتسألن يوم القيامة عما كنتم تعملون ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال : ولا تتخذوا أيمانكم يعني العهد دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها يقول : إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعني العقوبة ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا يعني عرضا من الدنيا يسيرا إنما عند الله يعني الثواب هو خير لكم يعني أفضل لكم من العاجل ما عندكم ينفد يعني ما عندكم من الأموال يفنى وما عند الله باق يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله وليجزين الذين صبروا بأحسن ما كانوا يعلمون في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم