رفع طويلا في ظلمة فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته فألقى اللحم فأتبعته منقضات فلما نظرت الجبال إليهن قد أقبلن منقضات وسمعن حفيفهن فزعت الجبال وكادت أن تزول من أمكنتها ولم يفعلن .
فذلك قوله : وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وهي في قراءة عبد الله بن مسعود " وإن كاد مكرهم " فكان طيورهن به من بيت المقدس ووقوعهن في جبال الدخان .
فلما رأى أنه لا يطيق شيئا أخذ في بنيان الصرح فبناه حتى أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر يزعم إلى إله إبراهيم فأحدث ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون النحل آية 26 .
يقول : من مأمنهم وأخذهم من أساس الصرح فانتقض بهم .
سقط فتبلبت ألسنة الناس يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل وكان قبل ذلك بالسريانية .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة Bه في قوله : إن الله عزيز ذو انتقام قال : عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره .
وأخرج مسلم وابن جرير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ثوبان Bه قال : جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : " أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض ؟ فقال رسول الله صاى الله عليه وسلم : هم في الظلمة دون الجسر " .
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم عن عائشة Bها قالت : " أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه الآية يوم تبدل الأرض غير الأرض قلت : أين الناس يومئذ ؟ قال على الصراط " .
وأخرج البراز وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود Bه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله : يوم تبدل الأرض غيرالأرض قال : " أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة "