وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم عن ابن عباس Bهما قال : كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم إلا ارتكبه فلما غد على النبي صلى الله عليه وآله فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله من بعيد قال : " مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع له المكان فقال : يا أبا رومي ما عملت البارحة ؟ قال : ما عسى أن أعمل يا نبي الله ؟ أنا شر أهل الأرض فقال له النبي صلى الله عليه وآله : إن الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - Bه - في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال : إن الله ينزل كل شيء يكون في السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير إلا الشقاء والسعادة فإنهما ثابتان .
وأخرج ابن جرير عن منصور - Bه - قال : سألت مجاهدا - Bه - فقلت : أرأيت دعاء أحدنا يقول : اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم وإن كان في الأشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء ؟ .
فقال : حسن .
ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أم حكيم سورة الدخان آية 3 و4 قال : يعني في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء .
فأما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد - Bه - في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال : إلا الحياة والموت والشقاء و السعادة فإنهما لا يتغيران .
وأخرج ابن جرير عن شقيق بن أبي وائل قال : كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات : اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب