إلى عيسى ابن مريم عليه السلام في الإنجيل : يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع قولي وأطع أمري .
يا ابن البكر البتول إني خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل وخذ الكتاب بقوة .
قال عيسى عليه السلام : أي رب أي كتاب آخذ بقوة ؟ .
قال : خذ كتاب الإنجيل بقوة ففسره لأهل السريانية وأخبرهم أني أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم البديع الدائم الذي لا زوال له فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الأنجل العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذي إنما نسله من المباركة - يعني خديجة - يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب لها ابنة - يعني فاطمة ولها ابنان فيستشهدان - يعني الحسن والحسين - طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه .
قال عيسى عليه السلام : يا رب وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم " .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - Bه - قال طوبى في الجنة حملها مثال ثدي النساء فيه حلل أهل الجنة .
وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان - Bه - قال : إن في الجنة شجرة يقال له طوبى ضروع كلها ترضع صبيان أهل الجنة فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وإن سقط المرأة يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن أربعين سنة .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب قال طوبى شجرة في الجنة كل شجرة في الجنة منها أغصانها من وراء سور الجنة .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - Bه - قال : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها زهرها رياط وورقها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور ووحلها مسك يخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل وهي مجلس من مجالس أهل الجنة ومتحدث بينهم .
فبينما هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكة من ربهم يقودون خيما مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح من حسنها