الآية قال : هذا مثل ضربه الله تعالى بين الحق والباطل يقول : احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة ومما توقدون عليه في النار فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع النحاس والحديد وللنحاس والحديد خبث فجعل الله تعالى مثل خبثه كمثل زبد الماء فأما ما ينفع الناس فالذهب والفضة .
وأما ما ينفع الأرض فما شربت من الماء فأنبتت .
فجعل ذلك مثل العمل الصالح الذي يبقى لأهله .
والعمل السيء يضمحل من محله فما يذهب هذا الزبد فذلك الهدى والحق جاء من عند الله تعالى فمن عمل بالحق كان له .
وما بقي كما يبقى ما ينفع الناس في الأرض .
وكذلك الحديد لا يستطيع أن يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل النار فتأكل خبثه فيخرج جيده فينتفع به كذلك يضمحل الباطل وإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الأعمال فيرفع الباطل ويهلك وينتفع أهل الحق بالحق .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح من طريق مرة عن ابن مسعود - Bه - في قوله فسالت أوديه بقدرها .
الآية .
قال : فمر السيل على رأسه من التراب والغثاء حتى استقر في القرار وعليه الزبد فضربته الريح فذهب الزبد جفاء إلى جوانبه فيبس فلم ينفع أحدا وبقي الماء الذي ينتفع به الناس فشربوا منه وسقوا أنعامهم .
فكما ذهب الزبد فلم ينفع فكذلك الباطل يضمحل يوم القيامة فلا ينفع أهله وكما نفع الماء فكذلك ينفع الحق أهله .
هذا مثل ضربه الله .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء - Bه - في قوله أنزل من السماء ماء قال : هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر فسالت أودية بقدرها حتى جرى الوادي وامتلأ بقدر ما يحمل فاحتمل السيل زبدا رابيا قال : زبد الماء .
ومما يوقدون عليه في النار قال : زبد ما توقدون عليه من ذلك حلية وما سقط فهو مثل زبد الماء وهو مثل ضرب للحق والباطل .
فأما خبث الحديد والذهب وزبد الماء فهو الباطل وما تصنعوا من الحلية والماء والحديد فمثل الحق .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء - Bه - قال : ضرب الله تعالى مثل الحق والباطل .
فضرب مثل الحق السيل الذي يمكث في الأرض فينتفع