صديق وإنا كنا اثني عشر فكان يحب أخا لنا وإنه ذهب معنا إلى البرية فهلك منا وكان أحبنا إلى أبينا .
قال : فإلى من يسكن أبوكم بعده ؟ .
قالوا إلى أخ له أصغر منه .
قال : كيف تحدثوني أن أباكم صديق وهو يحب الصغير منكم دون الكبير ائتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون .
قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون قال : فإني أخشى أن لا تأتوني به فضعوا بعضكم رهينة حتى ترجعوا .
فارتهن شمعون عنده فقال لفتيته وهو يكيل لهم : اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون إلي .
فلما رجع القوم إلى أبيهم كلموه فقالوا : يا أبانا إن ملك مصر أكرمنا كرامة لو كان رجلا منا من بني يعقوب ما أكرمنا كرامته وإنه ارتهن شمعون وقال : ائتوني بأخيكم هذا الذي عطف عليه أبوكم بعد أخيكم الذي هلك حتى أنظر إليه فإن لم تأتوني به فلا تقربوا بلادي أبدا .
فقال لهم يعقوب عليه السلام : إذا أتيتم ملك مصر فأقرؤوه مني السلام وقولوا : إن أبانا يصلي عليك ويدعو لك بما أوليتنا ولما فتحوا رحالهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم أتوا أباهم قالوا : يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا .
فقال أبوه حين رأى ذلك : لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم .
فحلفوا له فلما آتوه موثقهم قال يعقوب : الله على ما نقول وكيل .
ورهب عليهم أن يصيبهم العين إن دخلوا مصر فيقال هؤلاء لرجل واحد قال : يا بني لا تدخلوا من باب واحد - يقول من طريق واحد - فلما دخلوا على يوسف عرف أخاه فأنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام والشراب فلما كان الليل أتاهم بمثل قال : لينم كل أخوين منكم على مثال حتى بقي الغلام وحده فقال يوسف عليه السلام : هذا ينام معي على فراشي فبات مع يوسف فجعل يشم ريحه ويضمه إليه حتى أصبح وجعل يقول روبيل : ما رأينا رجلا مثل هذا ! إن نحن نجونا منه .
فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه والأخ لا يشعر فلما ارتحلوا أذن مؤذن قبل أن يرتحل العير : أيتها العير إنكم لسارقون فانقطعت ظهورهم وأقبلوا عليهم يقولون : ماذا تفقدون إلى قوله فما جزاؤه قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه يقول تأخذونه فهو لكم فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه فلما بقي رحل أخيه الغلام قال : ما كان هذا الغلام ليأخذها .
قالوا والله لا يترك حتى