قوم لوط أقبلت تمشي في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم السلام فضيفوه فلما رآهم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبحه ثم شواه في الرضف فهو الحنيذ وأتاهم فقعد معهم وقامت سارة Bها تخدمهم فذلك حين يقول وامرأته قائمة وهو جالس في قراءة ابن مسعود فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون ؟ قالوا : يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن .
قال : فإن لهذا ثمنا .
قالوا : وما ثمنه ؟ قال : تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره .
فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال : حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا .
فلما رأى إبراهيم أيديهم لا تصل إليه يقول : لا يأكلون فزع منهم وأوجس منهم خيفة فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت وقالت : عجبا لأضيافنا هؤلاء إنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا .
! قال لها جبريل : أبشري بولد اسمه إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب .
فضربت وجهها عجبا فذلك قوله فصكت وجهها وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد قال سارة Bها : ما آية ذلك ؟ فأخذ بيده عودا يابسا فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر .
فقال إبراهيم عليه السلام : هو لله إذن ذبيحا .
وأخرج ابن المنذر عن المغيرة Bه قال : في مصحف ابن مسعود " وامرأته قائمة وهو جالس " .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد Bه وامرأته قائمة قال : في خدمة أضياف إبراهيم عليه السلام .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة Bه قال : لما أوجس إبراهيم خيفة في نفسه حدثوه عند ذلك بما جاءوا فيه فضحكت امرأته تعجبا مما فيه قوم لوط من الغفلى ومما أتاهم من العذاب .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس Bهما فضحكت قال : فحاضت وهي بنت ثمان وتسعين سنة .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله فضحكت قال : حاضت وكانت ابنة بضع وتسعين سنة وكان إبراهيم عليه السلام ابن مائة سنة