قال : لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين قال له أصحابه : وكيف مطمئن ومعنا الأسد ؟ فسلط الله عليه الحمى .
فكانت أول حمى نزلت الأرض .
ثم شكوا الفأرة فقالوا الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا فأوحى الله إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها .
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس Bهما قال : لما كان نوح عليه السلام في السفينة قرض الفأر حبال السفينة فشكا إلى الله D ذلك فأوحى الله إليه فمسح جبهة الأسد فخرج سنوران وكان في السفينة عذرة فشكا نوح إلى الله فأوحى الله إليه فمسح ذنب الفيل فخرج خنزيران فأكلا العذرة .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس Bهما قال : تأذى أهل السفينة بالفأر فعطس الأسد فخرج من منخره سنوران ذكر وأنثى فأكلا الفأر إلا ما أراد الله أن يبقى منه وأوذوا بأذى أهل السفينة فعطس الفيل فخرج من منخره خنزيران ذكر وأنثى فأكلا أذى أهل السفينة قال ولما أراد أن يدخل الحمار السفينة أخذ نوح بأذني الحمار وأخذ إبليس بذنبه فجعل نوح عليه السلام يجذبه وجعل إبليس يجذبه فقال نوح : ادخل شيطان فدخل الحمار ودخل إبليس معه فلما سارت السفينة جلس في أذنابها يتغنى فقال له نوح عليه السلام : ويلك من أذن لك .
؟ ! قال : أنت .
قال : متى .
قال : أن قلت للحمار ادخل يا شيطان فدخلت بإذنك .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس Bهما قال : أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب الدرة وآخر ما حمل الحمار فلما دخل الحمار أدخل صدره فتعلق إبليس بذنبه فلم تستقل رجلاه فجعل نوح يقول : ويحك .
! ادخل يا شيطان .
فينهض فلا يستطيع حتى قال نوح : ويحك .
! ادخل وإن كان الشيطان معك - كلمة زلت على لسانه - فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان معه فقال له نوح : ما أدخلك يا عدو الله ؟ قال : ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك ؟ قال : اخرج عني .
قال : مالك بد من أن تحملني فكان كما يزعمون في ظهر الفلك .
وأخرج ابن عساكر عن مجاهد Bه قال : مكث نوح عليه السلام يدعو