وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما بنى رسول الله صلى الله عليه وآله مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم يخدج جد عبد الله بن حنيف ووديعة بن حزام ومجمع بن جارية الأنصاري فبنوا مسجد النفاق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ليخدج " ويلك يا يخدج .
! ما أردت إلى ما أرى ؟ قال : يا رسول الله والله ما أردت إلا الحسنى - وهو كاذب - فصدقه رسول الله صلى الله عليه وآله وأراد أن يعذره فأنزل الله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله يعني رجلا يقال له أبو عامر كان محاربا لرسول الله صلى الله عليه وآله وكان قد انطلق إلى هرقل وكانوا يرصدون إذا قدم أبو عامر أن يصلي فيه وكان قد خرج من المدينة محاربا لله ولرسوله " .
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال " ذكر أن بني عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يأتيهم فيصلي في مسجدهم فأتاهم فصلى فيه فلما رأوا ذلك إخوتهم بنو غنم بن عوف حسدوهم فقالوا : نبني نحن أيضا مسجدا كما بنى إخواننا فنرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيصلي فيه ولعل أبا عامر أن يمر بنا فيصلي فيه فبنوا مسجدا فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يأتيهم فيصلي في مسجدهم كما صلى في مسجد إخوتهم فلما جاء الرسول قام ليأتيهم أو هم ليأتيهم فأنزل الله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا إلى قوله لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلى آخر الآية " .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والذين اتخذوا مسجدا قال : المنافقون .
وفي قوله وإرصادا لمن حارب الله ورسوله قال : لأبي عامر الراهب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا قال : إن نبي الله صلى الله عليه وآله بنى مسجدا بقباء فعارضه المنافقون بآخر ثم بعثوا إليه ليصلي فيه فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على ذلك .
وأخرج ابن إسحق وابن مردويه عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله مالك بن الدخشم فقال : مالك لعاصم أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي فدخل على أهله فأخذ سعفات من نار ثم خرجوا يشتدون حتى دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وخرج أهله فتفرقوا عنه فأنزل الله في شأن المسجد والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا إلى قوله عليم حكيم