وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فخلف من بعدهم خلف قال : خلف سوء ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم أورثهم الله الكتاب وعهد الله إليهم يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال : أماني تمنوها على الله وغرة يغترون بها وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ولا يشغلهم شيء عن شيء ولا ينهاهم شيء عن ذلك كلما أشرف لهم شيء من الدنيا أخذوه ولا يبالون حلالا كان أو حراما .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير في قوله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال : كانوا يعملون بالذنوب ويقولون : سيغفرلنا .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء في قوله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال : يأخذون ما عرض لهم من الدنيا ويقولون : نستغفر الله ونتوب إليه .
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم فإذا قيل له يقول : سيغفر لي .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجلد قال : يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن وتتهافت وتبلى كما تبلى ثيابهم لا يجدون لهم حلاوة ولا لذاذة إن قصروا عما أمروا به قالوا : إن الله غفور رحيم وإن عملوا بما نهوا عنه قالوا : سيغفر لنا إنا لا نشرك بالله شيئا أمرهم كله طمع ليس فيه خوف لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب أفضلهم في نفسه المدهن .
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : المؤمن يعلم أن ما قال الله كما قال الله والمؤمن أحسن عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين لا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقا يقول : ألا أنجوه .
؟ والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي فيسيء العمل ويتمنى على الله .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق فيما يوجهون على الله من غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون إليها ولا يتوبون منها