أخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء السابعة فإذا كان الرجل السوء قال : أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا ؟ ! فيقال : فلان .
فيقال : لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء .
فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر " .
وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة في المصنف واللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري قال : تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون : من هذا معكم ؟ فيقولون : فلان ويذكرونه بأحسن عمله .
فيقولون : حياكم الله وحيا من معكم فيفتح له أبواب السماء فيصعد به من الباب الذي كان يصعد عمله منه فيشرق وجهه فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس .
قال : وأما الكافر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون : من هذا ؟ ! فيقولون فلان ويذكرونه بأسوأ هجاء الهمزة ؟ عمله فيقولون : ردوه فما ظلمه الله شيئا .
فيرد إلى أسفل الأرضين إلى الثرى وقرأ أبو موسى ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط .
وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وهناد بن السري وعبد بن حميد وأبو داود في سننه وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وجلسنا حوله وكان على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكث به في الأرض فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوهم الشمس معهم أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه قيقول : أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .
فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من