ابن عباس : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله عشية من العشيات فقال لهم " يا عباد الله توبوا إلى الله بقراب فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك حبست التوبة وطوى العمل وختم الإيمان .
فقال الناس : هل لذلك من آية يا رسول الله ؟ فقال : آية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له ثم يقضون صلاتهم والليل كأنه لم ينقض فيضطجعون حتى إذا استيقظوا والليل مكانه فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم فإذا أصبحوا فطال عليهم طلوع الشمس فبينما هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت قبل ذلك " .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله يوم يأتي بعض آيات ربك .
الآية .
قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وآله كان يقول " بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان ودابة الأرض وخويصة أحدكم وأمر العامة .
القيامة ذكر لنا أن قائلا قال : يا نبي الله ما آية طلوع الشمس من مغربها ؟ قال : تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين .
فيقوم المتهجدون لحينهم الذي كانوا يصلون فيه فيصلون حتى يقضوا صلاتهم والنجوم مكانها لا تسري ثم يأتون فرشهم فيرقدون حتى تكل جنوبهم ثم يقومون فيصلون حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس ثم يصبحون ولا يصبحون إلا عصرا عصرا فبينما هم ينتظرونها من مشرقها إذ فجئتهم من مغربها " .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قال : لا ينفعها الإيمان إن آمنت ولا تزداد في عمل إن لم تكن عملته .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله أو كسبت في إيمانها خيرا يقول : كسبت في تصديقها عملا صالحا هؤلاء أهل القبلة وإن كانت مصدقة لم تعمل قبل ذلك خيرا فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها وإن عملت قبل الآية خيرا ثم عملت بعد الآية خيرا قبل منها .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله أو كسبت في إيمانها خيرا يعني المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيرا وكان قبل الآية مقيما على الكبائر .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر وقال : يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة