وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام يقول يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا يقول : شاكا كأنما يصعد في السماء يقول : كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي الصلت الثقفي .
أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا بنصب الراء وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله حرجا بالخفض .
فقال عمر : أبغوني رجلا من كنانة واجعلوه راعيا ولكن مدلجيا .
فأتوه به فقال له عمر : يا فتى ما الحرجة فيكم ؟ قال : الحرجة فينا : الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء .
فقال عمر : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم .
أنه قرأ ضيقا حرجا بكسر الراء .
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ضيقا حرجا أي متلبسا .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج ضيقا حرجا أي بلا إله إلا الله لا يستطيع أن يدخلها في صدره لا يجد لها في صدره مساغا .
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا يقول : من أراد الله أن يضله يضيق عليه حتى يجعل الإسلام عليه ضيقا والإسلام واسع وذلك حين يقول : ما جعل عليكم في الدين من حرج الحج الآية 78 يقول : ما في الإسلام من ضيق .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله يجعل صدره ضيقا حرجا قال : ليس للخير فيه منفذ كأنما يصعد في السماء يقول : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كذلك يجعل الله الرجس قال : الرجس ما لا خير فيه