بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال ناس من المتكلفين : هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فأنزل الله هذه الآية ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية .
وأخرج ابن جرير عن بريدة قال " بينما نحن قعود على شراب لنا ونحن نشرب الخمر جلاء إذ قمت حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم عليه وقد نزل تحريم الخمر يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله منتهون فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم قال : وبعض القوم شربته في بيده قد شرب بعضا وبقي بعض في الإناء فقال بالإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا : انتهينا ربنا " .
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال " يا أهل المدينة إن الله يعرض عن الخمر تعريضا لا أدري لعله سينزل فيها أمر ثم قام فقال : يا أهل المدينة إن الله قد أنزل إلي تحريم الخمر فمن كتب منكم هذه الآية وعنده منها شيء فلا يشربها " .
وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال : زعموا أن عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية وقال : لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر علي رجل فقال : حرمت الخمر وتلا هذه الآية فقال : تبا لها قد كان بصري فيها ثابتا .
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال " لما نزلت في البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس البقرة الآية 219 شربها قوم لقوله منافع للناس وتركها قوم لقوله إثم كبير منهم عثمان بن مظعون حتى نزلت الآية التي في النساء لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى النساء الآية 43 فتركها قوم وشربها قوم يتركونها بالنهار حين الصلاة ويشربونها بالليل حتى نزلت الآية التي في المائدة إنما الخمر والميسر