وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق في قوله إن الذين توفاهم الملائكة قال : هم خمسة فتية من قريش : علي بن أمية وأبو قيس بن الفاكه وزمعة بن الأسود وأبو العاصي بن منية بن الحجاج .
قال : ونسيت الخامس .
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال : هم قوم تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وتركوا أن يخرجوا معه فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وآله ضربت الملائكة وجهه ودبره .
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : كان قوم بمكة قد أسلموا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله كرهوا أن يهاجروا وخافوا فأنزل الله إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله إلا المستضعفين .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : هم أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة فلم يخرجوا معه إلى المدينة وخرجوا مع مشركي قريش إلى بدر فأصيبوا يوم بدر فيمن أصيب .
فأنزل الله فيهم هذه الآية .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال : لما أسر العباس وعقيل ونوفل قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " افد نفسك وابن أخيك .
قال : يا رسول الله ألم نصل قبلتك ونشهد شهادتك ؟ قال : يا عباس إنكم خاصمتم فخصمتم ثم تلا عليه هذه الآية ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر فهو كافر حتى يهاجر إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا حيلة في المال والسبيل الطريق .
قال ابن عباس : كنت أنا منهم من الولدان " .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : حدثت أن هذه الآية أنزلت في أناس تكلموا بالإسلام من أهل مكة فخرجوا مع عدو الله أبي جهل فقتلوا يوم بدر فاعتذروا بغير عذر فأبى الله أن يقبل منهم وقوله إلا المستضعفين قال : أناس من أهل مكة عذرهم الله فاستثناهم .
قال : وكان ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية : نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم بدر من الضعفاء في كفار قريش