اختلاف .
قال : هات ما اختلف عليك من ذلك .
قال : أسمع الله يقول ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين الأنعام الآية 23 وقال ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا وأسمعه يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون المؤمنون الآية 101 ثم قال وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون الصافات الآية 27 وقال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين فصلت الآية 9 حتى بلغ طائعين فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق السماء ثم قال في الآية الأخرى أم السماء بناها النازعات الآية 27 ثم قال والأرض بعد ذلك دحاها النازعات الآية 30 فبدأ بخلق السماء في هذه الآية قبل خلق الأرض وأسمعه يقول وكان الله عزيزا حكيما وكان الله غفورا رحيما وكان الله سميعا بصيرا فكأنه كان ثم مضى .
وفي لفظ ما شأنه يقول وكان الله .
فقال ابن عباس : أما قوله ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين الأنعام الآية 23 فإنهم لما رأوا يوم القيامة وأن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحده المشركون رجاء أن يغفر لهم فقالوا : والله ربنا ما كنا مشركين فختم الله على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا .
وأما قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون المؤمنون الآية 101 فهذا في النفخة الأولى ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله الزمر الآية 68 فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون الزمر الآية 68 وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون الصافات الآية 27 .
وأما قوله خلق الأرض في يومين فصلت الآية 9 فإن الأرض خلقت قبل