فكن بإزائه حتى أوذنك وأمر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر فقال : لا تبرحوا حتى أوذنكم وأقبل أبو سفيان يحمل اللات والعزى فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى الزبير أن يحمل فحمل على خالد بن الوليد فهزمه ومن معه فقال ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه .
وأن الله وعدالمؤمنين أن ينصرهم وأنه معهم وأن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث بعضا من الناس فكانوا من ورائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : كونوا ههنا فردوا وجه من ند منا وكونوا حرسا لنا من قبل ظهورنا .
وأن رسول الله صلى الله عليه وآله لما هزم القوم هو وأصحابه الذين كانوا جعلوا من ورائهم فقال بعضهم لبعض لما رأوا النساء مصعدات في الجبل ورأوا الغنائم : انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأدركوا الغنيمة قبل أن تستبقوا إليها وقالت طائفة أخرى : بل نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله فنثبت مكاننا .
فذلك قوله منكم من يريد الدنيا للذين أرادوا الغنيمة ومنكم من يريد الآخرة للذين قالوا : نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله ونثبت مكاننا .
فأتوا محمدا صلى الله عليه وآله فكان فشلا حين تنازعوا بينهم يقول وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون كانوا قد رأوا الفتح والغنيمة " .
وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أنه قال " ما نصر الله نبيه في موطن كما نصر يوم أحد فأنكروا .
فقال ابن عباس : بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله أن الله يقول في يوم أحد ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه يقول ابن عباس : " و الحس " : القتل .
حتى إذا فشلتم إلى قوله ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين وإنما عنى هذا الرماة وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله أقامهم في موضع ثم قال : احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا .
فلما غنم النبي صلى الله عليه وآله وأباحوا عسكر المشركين انكفأت الرماة جميعا فدخلوا في العسكر ينتهبون والتفت صفوف المسلمين فهم هكذا - وشبك بين يديه - والتبسوا فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخل الخيل ؟ من ذلك الموضع علىالصحابة فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة وجال