مفهوم الوحدة الإسلامية

مفهوم الوحدة الإسلامية

مفهوم الوحدة الإسلامية

 

اشجان بكري

 مقدمة:-

مفهوم الوحدة الإسلامية يجسده القرآن الكريم بأروع وأجمل صورة حينما نتأمل آيات المولى U ، ونجد هذا المفهوم واضحًا جليًا في قوله سبحانه:                الأنبياء: ٩٢،ونجد هنا القرآن الكريم يؤكد على مفهوم الأمة الواحدة القادرة على التعايش والتكيف فيما بينها، ولاشك أننا اليوم بحاجة إلى تجسيد وتفعيل هذا المفهوم على أرض الواقع وإن اختلفنا في الوصول إلى الأهداف الكبرى التي تجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد.

ويجب علينا كمسلمين أن نؤكد دائمًا على نقاط الالتقاء فيما بيننا، والوحدة الإسلامية كلمة لها دلالات عدة على المستوى العملي حيث أنها ليست مطلبًا ولا غاية بل هي جوهر الإسلام الحنيف القائم على توحيد الصف وجعل كل من يدخل في الإسلام يتعلم كلمة نحن وليس كلمة أنا.

وقد يتصور البعض أن الحديث عن الوحدة الإسلامية في هذا العصر فيه نوع من المثالية، وضربًا من الخيال نظرًا لما آل إليه حال المسلمين من الفرقة والاختلاف، الأمر الذي يجعل لم الشمل قضية صعبة وهذا يدفع الكثير إلى اليأس والاستسلام للواقع المؤلم وهذا لايزيد الجرح إلا اتساعًا وفي المقابل هناك العديد من المخلصين الذين نذروا أنفسهم للتقريب بين المذاهب وكرثوا جهودهم لتضميد هذا الجُرح، هؤلاء انطلقوا على أساس الإحساس بالمسئولية والشعور بالتكليف الشرعي والحرص على وحدة الصف.

 


أولاً :- مفهوم الوحدة الإسلامية لغة واصطلاحًا:-

أ- مفهوم الوحدة لغة:-                              

قال ابن فارس([1]) وحَّد الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على الانفراد،ومن ذلك الوحدة. وهو: واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله.([2])

والواحد بني على انقطاع النظير وعوذ المثل والوحيد بني على الوحدة والانفراد عن الأصحاب من طريق بينونته عنه،والعرب تقول أنتم حي واحد وحي واحدون،وقيل الواحد المتقدم في علم أو بأس أو غير ذلك، كأنه لامثل له فهو وحدة ووحدة توحيدًا،جعله واحدًا وقيل الواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولامثل ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله عز وجل.([3])

والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لاجزء له البتة ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح أن يوصف به ويقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد.([4])

 

مفهوم الوحدة اصطلاحًا:-

تعددت تعريفات الوحدة ومنها:الوحدة هي اتحاد الدول أو البلاد، والأفراد والجماعات لسائر أمور حياتهم ومعاشهم وسيرتهم وغايتهم، وبموجب هذه الوحدة يصبح الجميع شيء واحد أو أمة واحدة يقال اتحاد البلدان، اتحد البلدان أي صارا بلدًا واحدًا([5])، واتحدت الأشياء صارت شيئًا واحدًا، ويقال وحَّد المتعدد أي صيَّره واحدا، والاتحاد امتزاج الشيئين واختلاطها حتى يصيرا شيئاً واحدًا.

 

مفهوم الأمة لغة واصطلاحًا:-

قال ابن فارس: ([6]) أما الهمزة والميم أصل واحد ومن معانيها الجماعة والدين  ﭧ ﭨ            ﯿ          الزخرف:٢٢ وكذلك كل من كان على دين حق مخالف لسائر الأديان فهو أمة، وكل قوم نسبوا إلى شيء فأضيفوا إليه فهم أمة، وكل جيل من الناس أمة على حدة، ﭧ ﭨ ﭽ   ﭿ      البقرة: ٢١٣،وقال تعالى:         النحل:١٢٠أي إماماً يهتدى به،وهو سبب الاجتماعية (أي الاجتماع )وقد يكون جماعة العلماء، قال تعالى:        آل عمران: ١٠٤، والأمة هنا معناها المعلم للخير.([7])

 

 

 

مفهوم الأمة اصطلاحاً:-

          أصل الأمة الجماعة التي على مقصد واحد فجعلت الشريعة الناس أمة واحدة لاجتماع أهلها على مقصد واحد،([8])والأمة الناس المجتمعون على دين واحد أو في عصر واحد،([9]) فالملاحظ أن الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد ودين واحد وفي عصر واحد، أما مصطلح وحدة الأمة الإسلامية يعني الاندماج والتوحيد وذلك على أساس الإسلام الذي يربط عقدياً بين البشر المؤمنين برسالته ليلغي ذلك بينهم جميع أنواع وأشكال الروابط الأخرى من حيث العرق واللغة وغيرها بحيث يصبح القاسم المشترك بين أفراد هذه الجماعة البشرية هو الدخول في دين الإسلام كعقيدة ونظام حياة.([10])

          ويتميز مفهوم وحدة الأمة الإسلامية عن مفاهيم الوحدة الأخرى السائدة في النظم الغربية التي تقوم فقط على أساس الأصل العرقي.

          والأمة الإسلامية حققت الوحدة بمعانيها فهي منفردة ومنقطعة النظير في تحقيق وحدتها فهي المجتمعة على الإسلام اجتماع لا يقبل التجزئة والانقسام، يقول د. محمد أبوزهرة:" إن الوحدة تتحقق في ثلاثة أمور جامعة، وهي: الأمر الأول: أن تتحد مشاعرنا جميعًا في الإحساس بأننا أخوة بحكم الإسلام، والأمر الثاني: وحدة ثقافية ولغوية واجتماعية تجمع بين المشاعر والأحاسيس يتفق فيه على ما فيه رفعة الإسلام وعزة المسلمين، والأمر الثالث: أن لا يكون من إقليم إسلامي حرب على إقليم آخر أي كانت هذه الحرب سواء كانت بالاقتصاد أم بالسيف، في كلا شكليها توهن قوى الإسلام وتضعف من شأنه.([11])

 

 

مفهوم الوحدة الإسلامية في السنة النبوية:-

          أكد النبيr في أقواله وأحاديثه على ضرورة الوحدة والتعاضد بين أفراد الأمة الإسلامية ومن هذه الأحاديث حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن النعمان بن بشير قال النبيr"ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)،وفي الحديث الشريف شبه الرسولr الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء، لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف فإذا أخل المرء بشيء من التكاليف فإنه أخل بالأصل وكذلك الجسد أصل كالشجرة، فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب. والرسول r هنا يحث المسلمين على ضرورة التراحم فيما بينهم.([12])

 

أراء تسخيري حول الوحدة الاسلامية  :-

          الوحدة الإسلامية كما يراها د.محمد أبو زهرة هي الشمس التي تمزق ظلمة الضعف والانحلال والتبعية، وبعد ذلك لا نلوم الشعوب إن أظهرت عطشها للوحدة فقد ملت من عهود الجهل والتخلف والتبعية، حيث أن الفرقة بين المسلمين هونت أمرهم وجعلتهم حجة على الإسلام ومبادئه، حتى لقد قال الأعداء لو كان الإسلام خيراً ما كان أهله على هذا الحال من الخلل والاضطراب والبعد عن أسباب القوة.([13])

          كما يرى د. محمد الدسوقي([14]) أن وحدة الإسلامية منطلقها عقيدة التوحيد فهي التي ربطت بين قلوب المؤمنين برباط متين وهيئت لهم وحدة المنهج ووحدة الغاية ووحدة التصور لمهمة الإنسان في الحياة وغاية الوجود الإنساني على ظهر الأرض.فهم من ثم بهذه العقيدة خير أمة أُخرجت للناس في قوة وحدتها وقوة عطائها وقوة جهادها في سبيل الله، خير أمة في قيامها ومنامها، خير أمة في كل شيء معنويًا كان أو ماديًا.([15])

          فالأمة الإسلامية كما يرى د.أحمد السايح([16]) وإن اختلفت مدارسها الفكرية تجمعها أسس واحدة فهي أمة واحدة ذات دين واحد وكتاب واحد ورسول واحد، وهذه هي الأصول الثابتة التي تشترك فيها الأمة فإن أدركتها الأمة جيدًا والتزمت بمقتضياتها فإن ذلك يجعل منها أمة واحدة تلتقي على وحدة الغاية ووحدة المنهج ووحدة القيادة ووحدة العقيدة.([17])

مفهوم الوحدة عند تسخيري:-

          جاء في استراتيجية المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب([18]) في تعريف الوحدة الإسلامية أنها التعاون بين أتباع المذاهب الإسلامية على أساس المبادئ المشتركة الثابتة والأكيدة واتخاذ موقف موحد  من أجل تحقيق الأهداف والمصالح العليا للأمة الإسلامية والموقف الموحد تجاه أعدائها مع احترام التزامات كل مسلم تجاه مذهبه عقيدة وعملاً.([19])

          يرى تسخيري أن الوحدة الإسلامية تعني إيجاد الجبهة الواحدة، واتخاذ الموقف العملي الموحد تجاه القضايا والشئون الإسلامية المشتركة مثل تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية أو تحقيق الملكات الحقوقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أو اتخاذ الموقف الموحد حيال الهجوم المعادي للأمة الإسلامية وبناءً عليه فالوحدة الإسلامية هي أن تتخذ جميع الطاقات والقوة الإسلامية موقفًا عمليًا واحدًا، أما في الجانب الفكري فيما يخص الفقه والاجتهاد فهم أحرار، كما يرى أن دعوة القرآن للوحدة إنما هي دعوة للوحدة العملية فقد أقر القرآن بحرية الفكر والاختلاف الفكري.([20])

          بالإضافة إلى ذلك يرى أن الوحدة تعبر عن هدف أيديولوجي وزمني إلى جانب كونها أطروحة شاملة ذات أبعاد متعددة إلا أن الأحداث التاريخية والاجتماعية الخاصة أضفت عليها نوعًا من التجديد فصارت عبارة يفهم منها البعد المذهبي والعلاقات المذهبية بين المسلمين خاصة مع أنها في الأصل وحدة شاملة تستوعب مختلف جوانب الحياة الإسلامية ثقافية،سياسية،واجتماعية، كما تتعدد هذه الوحدة مابين سياسية على صعيد البناء الداخلي للدولة وعلاقات الإسلاميين فيما بينهم, ووحدة اجتماعية على صعيد العلاقات القومية والوطنية ,ووحدة ثقافية على صعيد الفكر وأبعاده المختلفة، ولذلك فهو يرى أنه لابد من إشراف خبراء السياسة والاجتماع والثقافة إلى جانب علماء الدين من أجل تطوير آفاق البحث في الوحدة الإسلامية.([21])

          كما يضيف تسخيري أن الوحدة هي إحدى خصائص الأمة الإسلامية وبدونها تكون الأمة قد فقدت الكثير من خصائصها الأخرى.([22]) وهذه الوحدة في تصوره لا تعني قولبة كل الأفكار ووحدة كل الأنماط الفكرية وإن ذلك لمن المستحيل، ولكنها تعني الاستجابة للبرنامج الإصلاحي المخطط وتكوين أمة تقيم التوازن بين خطين فيري أن .

1-           الاختلاف الطبيعي بين الأذواق والإمكانات والمستويات العلمية وزوايا النظر والثقافات والقناعات وغيرها من الأسباب التي تفرز  الاختلاف.

2-           التزام  الموقف الموحد في مجالات عديدة أهمها:

‌أ-       الأصول الإسلامية الأولى(بديهيات الإسلام) فيجب أن تشكل المساحات المشتركة.

‌ب-  الاختلاف وهي الخاصية المشتركة ويجب أن يتحلى بها كل مسلم (يقصد أننا لابد من نتحلي بسعة الصدر وتقبل ثقافة الاختلاف التي ينتج عنها تقبل الاخر  فالخلاف لا يفسد للود قضية ).

‌ج-    تطبيق الشريعة الإسلامية ويمكن أن يعد هنا من البديهيات الفقهية باعتباره أطروحة مرتبطة بالحياة.

‌د-      الموقف السياسي الموحد من القضايا العالمية دفاعًا عن الإسلام. ([23])

محاور الوحدة الإسلامية:-

يرى تسخيري أن الإسلام رفض كل الأسس المادية المطروحة للوحدة الإسلامية وأكد على وحدة العقيدة والتآلف العاطفي بين المسلمين وعلى هذا الأساس حدد منابع الوحدة ومحاورها في الأمور التالية:- ([24])

المحور الأول - القرآن الكريم:-

          يعتبره التسخيري القرآن الكريم  أهم أسس الوحدة الإسلامية ويقوم عليه بنية الإسلام بالإضافة إلى أنه أساس التشريع ورغم تعرضه للتشكيك  من قبل المستشرقين إلا أن محاولات التشكيك باءت  جميعها بالفشل وكانت المحاولات من قبيل وجود المتشابه في القرآن الكريم([25]) إلى جانب التشكيك في حجية القرآن([26]) نفسه  يرد تسخيري عليهم   بالتأكيد على أمرين:-

1- الآيات المحكمات:-

          ولحل إشكالية التشابه في الآيات يؤكد تسخيري على ضرورة الرجوع إلى ما أطلق عليه "الآيات المحكمات" التي يعتبرها أمًا للكتاب وكونها أمًا للكتاب فهي بذلك تصبح المرجعية وتنفي إدخال صور باطلة في تصور الإنسان عن الآية، وهذا يتطلب تبحر في العلم والمعرفة وما أكثر هذه الآيات الواضحات، وعليه لا يبقى أي شك  في المراد من المتشابه.

2- خبرة العلماء:-

          يرى أيضًا أن لحل إشكالية وجود الآيات المتشابهات يستدعي ذلك وجود علماء ذوي دراية بأحكام القرآن ويفسروه  ويكونوا هم الفيصل ويرى, أن هؤلاء العلماء هم محور الأمة الإسلامية وملجأها.([27])

          وحول حجية الظواهر القرآنية يرى أنها من الأمور المسلمة، كما يؤكد على أن القرآن الكريم لم ولن يتعرض لأي تحريف بالزيادة أو النقصان وهو ينفي هذه الشبهة من الأساس، ويذكر أن الروايات التي ذكرت حدوث تحريف في القرآن عند الشيعة هي ضعيفة لايؤخذ بها مستنداً في ذلك على كلام الإمام الصادق حيث يقول " الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه".([28])

المحور الثاني: ( السنة النبوية):-

          يؤكد التسخيري على أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن ويعتبر وجودها ضرورة علمية بين المسلمين، ويؤكد على أهمية اتباع السنة النبوية والعمل بها، وحول التشكيك في الأحاديث النبوية أو اتباعها من قبيل:-

1- وجود روايات تتحدث عن الاكتفاء بالقرآن الكريم كمصدر للتشريع أو تنهي عن كتابة الأحاديث وتدوينها .([29])

يوضح أن هذه الروايات لو صحت أسانيدها إنما هي بالتأكيد وردت لتؤكد على أهمية القرآن الكريم وأفضليته ولم يكن هدفها أبدًا جعل القرآن الكريم المصدر الوحيد للتشريع، فالقرآن نفسه يدعو إلى التأسي والطاعة والإقتداء بالرسولr، أما الروايات التي تدعي أن بعض الصحابة نهوا عن كتابة الحديث فلا علاقة لها كما يرى بنفي العمل بالروايات وإنما يعتقد أنها تعبر عن الحيطة والحذر من قبلهم لئلا يقع الخلط بين الحديث والقرآن، ولم تكن أبداً تنهي عن الكتابة والدليل كما يرى أن الناهين عن كتابة الأحاديث كانوا من رواة الأحاديث [30].

2- وجود الروايات المتعارضة لغيرها في الأحاديث:-

          يذكر أن الأحاديث المعارضة لغيرها هي قليلة جداً ويرى أنه إذا استحكم التعارض توقفنا عن العمل بها(لاضرر ولا ضرار)، وهو يرى أن هذا التعارض طبيعي قد يكون ناشئ عن عملية تدرج في إعطاء الأحكام أو سقوط شيء وغيابه عن الراوي مما يغير المدلول، أو وجود خبر مدسوس فيصبح حجة علينا.

3- حديثهم(أي المشككين) حول وجود روايات في الحديث الشريف تتنافى مع القرآن.

          يرجع ذلك إلى تخصيص أو تقييد لمطلق القرآن، ويرى أنه إذا تعارضت الرواية أو الخبر مع نص القرآن ضربنا بها عرض الحائط. ([31])

4- حديثهم(أي المشككين) حول كون هذه الأحاديث كانت موجهة للمخاطبين في ذلك الزمان(أي الصحابة)وبالتالي فلا تشمل غير عصرهم وهي غير صالحة لأي عصر آخر.

          وفي رده على هذا يقول تسخيري أن أحاديث الرسولr صالحة لكل زمان ومكان، وأن حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة وأنه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لكل المؤمنين عبر التاريخ.([32])

          وقد أورد الشيخ التسخيري كثيراً من الإشكالات والرد عليها وقد اكتفينا بالإشارة إلى بعض منها، والخلاصة أنه يرى أن كل ما طرح من شبهات حول الأحاديث النبوية والسنة النبوية لايمكن أن يصمد لللنقد والاعتراض وهو يؤكد على أهمية التمحيص في المتون والأحاديث النبوية وعدم قبول كل ما يروى عن الرسول دون تمحيص ويجب ملاحظة الأسانيد والرواية كما يؤكد أيضاً على أهمية إجراء دراسات متخصصة في الأصول والفروع الفقهية والتفسير حتى لايشيع الفهم القاصر للإسلام وفقدان العمق والأصالة ولايفسح المجال للأهواء واللعب بالمقدرات الإسلامية. ([33])

 



([1])أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي، من أئمة اللغة والأدب، توفي عام395م، انظر : الأعلام ، الزركلي، ج 1، ص 193.

([2]) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون، دارالفكر، 1399هـ، ج6، ص90.

([3]) ابن منظور، لسان العرب، ج3،دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، ص446، وانظر أيضًا الفيروز آبادي، القاموس المحيط،ج1،ص414.

([4]) الراغب الأصفهاني، القرآن الكريم، دار القلم، دمشق، ج2، ص494.

([5]) د. أحمد عمر هاشم، وحدة الأمة الإسلامية في السنة النبوية، بحث مقدم للملتقى الأول للعلماء المسلمين تحت عنوان وحدة الأمة الإسلامية، مكة المكرمة، 127هـ، 2006م، ص7.

([6]) ابن فارس ، معجم مقاييس اللغة، ص 37، انظر ابن منظور، لسان العرب، الجزء الثاني عشر، ص 202.

([7]) ابن القيم الجوزيه، مفتاح دار السعادة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج1، ص 174.

([8]) ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، المكتب الإسلامي، بيروت، البطعة الثالثة، 1404هـ، ج1،ص2229.

([9]) ابن القيم الجوزية مفتاح دار السعادة، ج1، ص174.

([10]) أحمد منصور أبوعودة، وحدة الأمة الإسلامية في السنة النبوية، غزة، فلسطين، 1403هـ، 2009م،ص17.

([11]) د. محمد أبوزهرة، كتيب الوحدة الإسلامية، سلسلة الثقافة الإسلامية،المكتب الفني للنشر، 1958م،ص29.

([12]) فتح الباري ، ابن حجر، الجزء الأول، ص 439.

([13]) د. محمد أبو زهرة، الوحدة الإسلامية، ص 625.

([14]) د. محمد الدسوقي، أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، والأستاذ بعدد من الجامعات العربية.

([15]) د. محمد الدسوقي، التقريب بين المذاهب الفقهية من أجل الوحدة الإسلامية، ص4.

([16]) د. أحمد السايح، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر.

([17]) د. أحمد السايح ، على دروب التقريب المذاهب،  وقائع ندوة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، درا التقريب بين المذاهب، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1415هـ،1995م،ص64ومابعدها.

([18])عرضت هذه الاستراتيجية على الاجتماع الأول في الجمعية العمومية للمجمع والذي انعقد من 15 –17ربيع الأول هـ لدراستها وتمت الموافقة عليها.

([19])       انظر المجمع العالمي للتقريب، منهجه، ومنجزاته، ص33.

([20])محمد علي تسخيري ، أفكار حول التقريب والوحدة، مجلة التقريب، العدد33، 1423هـ ،ص101.

([21]) انظر محمد علي تسخيري، درباره وحدت وتقريب مذاهب اسلامي ، المقدمة11.

([22]) انظر محمد علي تسخيري ،أضواء على طريق الوحدة الإسلامية، ص 37.

([23]) نفس المصدر  ، ص 38.

([24])        محمد علي تسخيري درباره وحدت وتقريب مذاهب اسلامي ، ص40.

([25]) هناك بعض الآيات المتشابهات في القرآن الكريم التي تبدو للوهلة الأولى كأنها نفس الآية التي ذكرت في سورة قبلها أو حتى في نفس السورة، والمدقق قليلاً يجد فرقًا في أحرف بسيطة أو اختلاف في الفعل أو ربما تطابقًا تاما في الآية إلا أن هذا التطابق لايعني التطابق في المعنى والمثال على ذلك في سورة الكهف                                              الكهف: ٥٠، وما ورد في سورة الإسراء                                     الإسراء:61  ، وما ورد في سورة البقرة                            البقرة: ٣٤.

انظر محمد عبد الله الصغير، دليل المتشابهات اللفظية في القرآن الكريم، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1418هـ، 1997م، المقدمة ، ص 3 -8.

([26])        حجية القرآن: وقيل الحجة والدليل واحد، والحجية معناها الدليل والبرهان وهو ما دل على صحة الدعوة.

     انظر التعريفات للجرجاني، ص 74.

والقرآن الكريم حجية لأنه ثبت تواتره، وهذا يوجب القطع بصدوره، والقرآن كتاب الله تحدى به بلغاء عصره أي الشعراء في العصر الجاهلي، فقد عجزوا عن نظم مثل نظمه فكلماتهم كانت منحصرة في الأسجاع والأشعار والأراجيز ، والقرآن لاشك أنه معجز نظمًا ولفظًا لا يشبه شيئاً من كلام المخلوقين مميز عن خطب الخطباء وشعر الشعراء باثني عشر معنى، يتميز بالإيجاز والتشبيه والاستعارة وغيرها وهو أيضًا اشتمل على سبعون قسمًا منها الحكم، المتشابه، الناسخ، المنسوخ، الحذف، الزيادة، الأحكام، وغيرها

انظر مجد الدين الفيروز أبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تحقيق محمد علي النجار،عبد العليم الطحاوي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1416 هـ - 1996م، ط3. ص65:68  ص72 :75

([27])       محمد علي تسخيري، درباره وحدت وتقريب مذاهب إسلامي، ص 47.

([28])       محمد علي تسخيري ، دررباره وحدت وتقريب مذاهب إسلامي، ص 45.

([29])        المصدر السابق، ص 45 ، 46.

[30])  المصدر نفسه  ص 46

([31])        محمد علي تسخيري،درباره وحدت وتقريب مذاهب اسلامي ،ص48.

([32])        محمد علي تسخيري،المصدر السابق،ص48.

([33])        المصدر نفسه،ص49 ومابعده.