دور نبي الرحمة في إرساء وترسيخ الوحدة في العالم الإسلامي منذ صدر الإسلام وحتى عصرنا الحالي

دور نبي الرحمة في إرساء وترسيخ الوحدة في العالم الإسلامي منذ صدر الإسلام وحتى عصرنا الحالي

دور نبي الرحمة في إرساء وترسيخ الوحدة في العالم الإسلامي منذ صدر الإسلام وحتى عصرنا الحالي

 

ليلى علي حسين

مملكة البحرين

المقدمة:

قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[1]

لا يزال موضوع الوحدة الإسلامية يشغل أذهان الخيرين من أبناء الأمة الإسلامية  فيسعون جاهدين إلى تحقيقها وتجسيدها على أرض الواقع لأنهم يرون فيها حلاً لكل مشاكل الأمة الإسلامية، وفي نفس الوقت لا زال هناك من لا يؤمن  بالوحدة ويعمل جاهدًا للوقوف في وجهها والتشكيك بصحتها.

لذلك عمل مفكروا الوحدة ودعاتها على البحث عن الأمور المشتركة بين المذاهب الإسلامية والباعثة على بلورة الوحدة الإسلامية، ولن نجد في الواقع بعد القرآن الكريم ما يسند فكرة الوحدة ويعضّدها ويقطع الطريق أمام من ينكرها من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومجموع الاعتقادات به والتي توحّد المسلمين وتمثل ركنًا أساسيًا من أركان الوحدة.

في هذه الورقة البحثية المقدمة لمؤتمر الوحدة الإسلامية في نسخته الثامنة والعشرين والذي يقام في العاصمة الإيرانية طهران، سنستعرض جانبًا من الدور الذي لعبه رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم في صدر الإسلام وفي عصرنا الحالي لإرساء دعائم الوحدة وترسيخها بين المسلمين، ومن الله سبحانه وتعالى نسأل التوفيق وأن يشملنا المولى صاحب الزمان بألطافه وفيوضاته.

 

 

الإهداء:

إلى من خاطبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (بأمي بعد أمي)

إلى من اكتنفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صغيرًا فتربى في حجرها وترعرع في بيتها وتحت ظلها ..

إلى من آثرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أولادها، فكانت تشبعه وتجيعهم، وتكسوه وتعريهم، وتدهنه وتشعثهم ..

إلى أول امرأة بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول قوله تعالى:( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك...) ..

إلى من كفّنها النبي ببردته وصلى عليها بنفسه وأضجع معها في قبرها ..

إلى زوج أبي طالب عليه السلام وأمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وجدة الأئمة المعصومين عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه ..

إلى السيدة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها ..

أهدي هذا البحث المتواضع راجية منها القبول والشفاعة ..

 

لم يعد خافيًا على أحد أن من أهم أسباب الويلات التي يعاني منها المسلمون والتي كان آخرها تنامي صعود التيارات التكفيرية وسيطرتها على مساحات واسعة من بعض الدول الإسلامية هو التشتت والتمزق و التفرق الذي يعيشه أبناء المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة.

ولذلك أصبحت الوحدة الإسلامية من أشد الحاجات ضرورة وإلحاحًا في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، فلم يعد مصطلح الوحدة الإسلامية مجرد شعار يرفع، بل حاجة ملحة يجب الإسراع لتحقيقها وبشكل مستعجل.

إن تغيير واقع الأمة اليوم والدفع بها نحو التقدم والازدهار والعزة والقوة والتحرر من التبعية للاستكبار العالمي يكمن في تحقيق الوحدة الإسلامية وبلورتها على أرض الواقع، من هنا عدها الإمام الخميني – رحمه الله- واجبًا إلهيًا فقال:( من الواجب علينا جميعاً في أي موقع كنا وجوباً إلهياً، بأن نتكاتف ونتحد فيما بيننا)[2]

وفي ذات الإطار يقول السيد الخامنائي – حفظه الله-: ( على العالم الإسلامي أن يتحد في وجه التحالف الاستكباري الأمريكي أيًا كان وبجميع أنواعه، وليعلم المسلمون أن لا خيار لهم تجاه رفع الشر المتجسد بالاستكبار وأمريكا سوى الاتحاد، وإن أدنى مرونة أو تراجع لا يمكنه أن يشبع النهم الاستكباري الذي لا يعرف الشبع، فإنهم لا يقنعون إلا بالسيطرة المطلقة على العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط)[3]

 

أركان وعوامل الوحدة بين المسلمين:

إن للوحدة الإسلامية أركان تقوم عليها، هذه الأركان تمثل العوامل المشتركة بين المسلمين والتي يجب على المسلمين استغلالها استغلال جيدًا للوصول إلى الهدف المنشود وهو الوحدة.

ومن تلك العوامل:

1 – العقائد المشتركة كالتوحيد والنبوة والمعاد.

2 – العبادات المشتركة كالصلاة والصوم والحج والزكاة.

3 – القرآن الكريم: وهو الكتاب الذي يقدّسه كل المسلمين ويعتبرونه المصدر الأساسي للتشريع.

4– القبلة الموحدة: حيث يتجه المسلمون بأجمعهم للكعبة المشرفة في مكة المكرمة لتكون قبلة خاصة للمسلمين دون غيرهم من أتباع الديانات السماوية الأخرى.

5 – النبي الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم: وسيكون الكلام في موضوعنا الذي نحن بصدده حول دور النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في إيجاد الوحدة الإسلامية، وعن جهوده التي بذلها لترسيخ دعائم الوحدة بين المسلمين قديمًا وحديثًا وذلك على المستويين النظري والعملي.

أولًا: دوره صلى الله عليه وآله على المستوى النظري:

 الجانب الأول لدور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إرساء دعائم الوحدة بين المسلمين على المستوى النظري يتمثل في مجموع الاعتقادات التي يشترك فيها المسلمون حول شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وسنذكر هنا نماذج منها: 

1 – الاعتقاد بنبوته:

 إن الاعتقاد بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعد من ضروريات الدين الإسلامي[4] ومنكر الضروري كافر، فكل من يدّعي أنه مسلم يجب عليه الاعتقاد بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أي أنه نبي مرسل من الله عز وجل لهداية الناس، فهذا الاعتقاد يشترك فيه كل مسلموا العالم في أي زمان كانوا وفي أي بقعة وجدوا.

وقد عُدّ الإقرار له صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة جزء من شعار الإسلام بعد الإقرار بالإلوهية لله عز وجل، فكان شعار الإسلام (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) وغدا هذا الشعار يُصدح به من على المآذن لنداء الصلاة، وجزء واجب من تشهدات الصلوات الخمس، ليكون هذا الإقرار وهذه العقيدة بالنبوة والرسالة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم من أكبر العوامل الداعمة لوحدة المسلمين وجعلهم أمة واحدة.

2 – الاعتقاد بصدقه في ما أخبر به:

ويعني ذلك  أن نعتقد أن كل ما قاله وجاء به  هو صادقٌ واقعٌ وأنه لا  يحتمل فيه الاشتباه ولا السهو ولا الخطأ ولا النسيان، وهذه من المشتركات العقائدية المتعلقة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند المسلمين قاطبة.

3– الاعتقاد بعالمية رسالته:

ونعني بذلك الاعتقاد بأن الدين الإسلامي الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من عند الله هو دين عالمي وليس مختصًا بقوم أو منطقة جغرافية محددة، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[5]

4 – الاعتقاد بخاتمية رسالته:

 فمن ضروريات الإسلام انقطاع سلسلة الأنبياء وختمها بنبي الإسلام[6]، وكل المسلمين يعتقدون أن رسولهم هو آخر الأنبياء والرسل المبعوثين من قبل الله تعالى، وأن رسالته هي خاتمة الرسالات السماوية، وأن الله  لن ينزّل كتاب من بعد كتابه وهو القرآن الكريم، ويعضّد هذه العقيدة ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)[7]

5 – الاعتقاد بقداسته صلى الله عليه وآله وسلم:

فالقول بقدسية مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأمور الثابتة عند المسلمين، فهو المقدس الثاني عندهم بعد الله عز وجل، ولا يجوز بأي حال من الأحوال المساس بهذه القداسة عبر الإساءة له بأي شكل من أشكال الإساءة.

6– الاعتقاد بوجوب طاعته صلى الله عليه وآله وسلم:

قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ)[8]

تعتبر الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والالتزام بأوامره وتعليماته وأحكامه واتباع مواقفه وقراراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية عاملًا مهمًا من عوامل تحقيق الوحدة في المجتمع الإسلامي.

يقول السيد محمد باقر الحكيم: (إن مجالات طاعة الرسول متحركة ومتعددة ومعقدة تتداخل فيها المصالح الاجتماعية العامة مع الأهواء الفردية الخاصة، والقضايا اليومية الآنية، مع القضايا ذات الطابع المستمر الثابت، بالإضافة إلى مشاكل الأمزجة المتعددة، والآراء والاجتهادات المختلفة، والأوضاع النفسية والرواسب العقائدية والفكرية والأخلاقية، والمؤثرات والضغوط الاجتماعية والاقتصادية، هذه المجالات والأمور التي تفرض المزيد من الاختلاف والتباين والتضاد في المواقف، والتي لا يمكن معالجتها إلا من خلال القوانين والضوابط، وأساليب الفصل و الحكم أوالردع، وهذا إنما يتحقق كله من خلال النظام والتشريعات المتحركة والمواكبة لحركة المجتمع وتفاعلاته، وهذا هو دور ولي الأمر والحكومة، حيث يمكن للقوانين أن توحّد المجتمع الإنساني وتحفظ تماسكه وتلاحمه. ومن هذه المنطلقات نجد هذا التأكيد الواسع في القرآن على دور الطاعة لرسول الله بحيث قُرنت في آيات كثيرة بطاعة الله تعالى، سواء على مستوى الأوامر الإلهية، أو على مستوى الدعوة إليها من قبل الرسل أنفسهم، وإرشادهم الناس عندما كانوا يدعونهم إلى تقوى الله وطاعتهم (فاتقوا الله وأطيعون) أو على مستوى تقويم هذه الطاعة وبيان قيمتها وأهميتها.

وقد كان أحد الآثار المهمة لهذه الطاعة التي صرّح بها القرآن الكريم، هو أنها تحقق الوحدة بين المسلمين، وتعالج أسباب الخلاف والنزاع( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)[9]

وأما الجانب الثاني من دوره في توحيد المسلمين على المستوى النظري فيتمثل في مجموعة الأحاديث التي زخرت بها سنته صلى الله عليه وآله وسلم القولية والتي يفهم منها حثًا واضحًا من قبله للمسلمين على المحافظة على روح الأخوة بينهم وتوحيد كلمتهم ونبذ كل ما من شأنه تمزيق صفوفهم وتشتيت كلمتهم، وقد وردت هذه النصوص الشريفة في كتب الحديث النبوي عند الفريقين السنة والشيعة، نذكر منها:

*(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

*(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

*(المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)

*(إياكم والفتن فاللسان فيها مثل وقع السيف)

*(من فارق الجماعة شبرًا خلع الله ربقة الإسلام من عنقه)

*(يد الله مع الجماعة)[10]

ثانيًا: دوره صلى الله عليه وآله وسلم على المستوى العملي:

يمكننا أن نتتبع الدور العملي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في توحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم وتلخيصها في النقاط التالية:

1 – جمعه للمسلمين في دار الأرقم في مكة المكرمة:

 بدأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعوته للإسلام في مكة، و كان يدعو الناس بصورة خاصة منتقيًا من يغلب عليه الظن بأنه سيصدقه وسيستجيب له، وعندما كثر عدد المسلمين بأن وصل لأربعين شخصًا بين رجل وامرأة اختار لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار أحدهم وهو الأرقم بن أبي الأرقم لتكون مقرًا لهم، وقد جمعت هذه الدار المسلمين ووحدتهم ولمت شملهم المتفرق، فكانوا يجتمعون فيها ويلتقون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لحاجات الإرشاد والتعليم.[11]

2 – تحمل سنوات الحصار في شعب أبي طالب عليه السلام:

عندما يئس المشركون من الحد من انتشار الدعوة الإسلامية والنيل من عزيمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بمختلف الوسائل التي استخدموها لذلك، توصلوا أخيرًا إلى خطة جديدة وهي فرض مقاطعة اقتصادية واجتماعية على الجماعة المسلمة، وبذلك تحد من سرعة انتشار الإسلام ونفوذه  و تخنق بين كماشة هذا الحصار مؤسس العقيدة التوحيدية وأنصاره.

وخلاصة القول في ماحدث في الشعب "أن قريشاً بالغت في تضييق الحصار على رسول اللّه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم ومن تبعه حتّى أن من كان يدخل "مكة" من العرب. كان لا يجسر على أن يبيع من بني هاشم شيئاً ومن باع منهم شيئاً انتهبوا ماله ، وكان " أبو جهل" ، و "العاص بن وائل" و "النضر بن الحارث بن كلدة"، و "عقبة بن أبي معيط " يخرجون إلى الطرقات الّتي تدخل " مكة " فمن رأوه معه ميرة وطعام نهوه أن يبيع من بني هاشم شيئاً ، ويحذروه إن باع شيئاً منهم نهبوا ماله.

كما وعدوا على من أسلم فاوثقوهم وآذوهم واشتدّ البلاء عليهم ، وأبدت قريش لبني عبد المطلب الجفاء".[12]

إن هذه الظروف العصيبة التي عاشتها الجماعة المسلمة كانت كفيلة بالقضاء عليها ومحوها خصوصًا وإن المسلمين كانوا يمثلون أقلية مستضعفة في قبال الأكثرية القرشية المالكة لأسباب القوة، إلا أن المسلمين خرجوا من تجربة الشعب الأليمة منتصرين، وذلك بفعل إيمانهم الصلب وعقيدتهم الراسخة أولًا وبفعل ثبات قائدهم ودوره الريادي في بث روح العزيمة والإصرار والصبر والثبات في نفوسهم.

لقد تمكّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المحافظة على وحدة أتباعه المسلمين والخروج بهم منتصرين مرفوعي الرأس، ولم تنجح مساعي قريش في الفت من عضد الجماعة المسلمة، ولا من تبديد شملهم والقضاء على وحدتهم.

3 – تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة:

بعد أن تمت هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، استقبل أهلُ المدينة رسول اللّه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم ومن هاجر معه من المسلمين إلى يثرب استقبالا حارًا ، ووضعوا تحت تصرّفه كلَّ ما توفر لديهم من الإمكانات والقوى ، فلم يمض زمن إلاّ وتمتع الإسلام بفضل هذه الهجرة المباركة بتشكيلات سياسية وعسكرية ، وشكلَ حكومة قوية لها وزُنها ، وشأنُها ، وجانبُها المرهوب في شبه الجزيرة العربية ، وسرعان ما نشر رايته على البسيطة كلها تقريبًا، وأسس حضارةً عظمى لم تر البشرية لها نظيرًا.

لقد أسس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  في المدينة المنورة حكومة مستقلة وتخلّص المسلمون من التشرذم والتبعثر ، وتمركزت قواهم وعناصرهم في نقطة واحدة ، وبيئة حرة لا أثرَ فيها للكبت والاضطهاد.[13]

ويمكننا أن نعتبر أن إقامة دولة للمسلمين على يد نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أكثر الأمور أهمية التي تصب في خانة جهوده المعطاءة صلى الله عليه وآله وسلم في مجال توحيد المسلمين.

كما أن قيامه صلى الله عليه وآله وسلم بتسلم منصب القيادة السياسية لهذه الدولة بنفسه الشريفة كان له الأثر الفعّال في توحيد المسلمين ولم شملهم عبر التفافهم حول القيادة الربانية الموحدة المتمثلة  برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

4 – جعله هجرته الشريفة مبدأ للتاريخ الإسلامي:

على العكس مما هو مشهور بين المؤرخين من أن الخليفة الثاني جعل هجرة النبيّ صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم مبدءً للتاريخ باقتراح وتأييد من الإمام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام وأمر بأن تؤرخ الدواوين ، والرسائل والعهود وما شابه ذلك بذلك التاريخ ، فان الإمعان في مراسلات النبيّ صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم ومكاتباته الّتي هي مدرجة في الأغلب في كتب التاريخ والسيرة والحديث والسنة ، وكذا غير ذلك من الأدلة يثبت أن النبيّ صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم هو نفسه أول من اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، وكان يؤرّخ رسائله، وكتبه إلى أمراء العرب ، وزعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات البارزة بذلك التاريخ (أي التاريخ الهجري ).[14]

ومن تلك الرسائل التي أرّخ فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهجرته الشريفة نذكر هاذين النموذجين:

1 – أن كتاب الصلح الذي كتبه الإمام علي عليه السلام بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى نصارى نجران مؤرّخ بالسنة الهجرية الخامسة. فقد جاء في هذه الرسالة:( وأمر عليًا أن يكتب فيه أنه كتب لخمس من الهجرة)

إن هذه الجملة تفيد بوضوح أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هو واضع التاريخ الهجري ومؤسسه الأول وهو الذي أمر عليًا عليه السلام بأن يؤرخ ذلك بالتاريخ الهجري في ذيله.[15]

2- أدرج المؤرخُ الشهير "البلاذري" في كتابه  "فتوح البلدان" نصَّ معاهدة رسول اللّه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم مع يهود "المقنا" وذكر أن مصريًا رأى نصَ هذه المعاهدة في جلد أحمر اللون عتيق وكان قد استنسخَها ، فقرأها لي.

ثم نقل البلاذري نص تلك المعاهدة وقد جاء في نهايتها :

(وليس عليكم أمير إلا من أنفسكم أو من أهل بيت رسول اللّه صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم وكتب علي بن أبو طالب في سنة تسع)[16]

هذا إلى جانب شواهد وأدلة أخرى تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو واضح التاريخ الهجري ومؤسسه [17].

وفي هذا الأمر دلالة واضحة على دور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إرساء دعائم الوحدة بين المسلمين، فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمة المسلمين تاريخًا خاصًا بهم يميزهم عن بقية الأمم ويوحدهم ويجعلهم مستقلين عن بقية الأمم كالمسيحين الذين يؤرخون بولادة السيد المسيح عليه السلام.

إذًا التاريخ الهجري الإسلامي الذي أسسه رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم يمثل عاملًا مهمًا من العوامل المشتركة بين المسلمين والباعثة على توحدهم، فحري بكل المسلمين اليوم الرجوع لاستخدام هذا التاريخ، وحري بالبلدان الإسلامية أن تجعله التاريخ الرسمي الذي يفرض على كل المسلمين استخدامه في التوثيق والتوقيع وغير ذلك.

5 – مآخاته بين المهاجرين والأنصار:

عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة تشكّل المجتمع الإسلامي هناك من فئتين هما المهاجرين والأنصار، وبطبيعة الحال لن يكون هناك انسجام أولي بينهما نتيجة لكون كل فئة عاشت في بلد ومحيط وبيئة مغايرة عن الأخرى، فلكل طريقته في الحياة ونمط تفكيره وإسلوبه في المعاشرة المختلف عن الآخر، هذا مضافًا إلى مشكلة العداء الموجود بين جناح الأنصار نفسه الذي تشكّله قبيلتي الأوس والخزرج، هذا العداء الذي قادهم إلى خوض حروب طويلة استمرت ما يقارب من مائة وعشرين سنة بلا انقطاع.

إن هذا التنافر وعدم الانسجام الذي يسيطر على النسيج الاجتماعي للدولة الإسلامية كان كفيلًا بجعلها مطمعًا للأعداء المحيطين بها والمتمثلين بالزعامات القرشية في مكة المكرمة واليهود الذين كانوا يستوطنون المدينة المنورة. فلا أنجع من اسلوب (فرق تسد) عند أصحاب الأطماع الامبريالية، فكلما كانت الأمة متفرقة كان أمر اختراقها وزعزعة أمنها وبالتالي السيطرة عليها تمهيدًا للقضاء عليها أمرًا سهلًا وممكنًا.

ولذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تدبيرًا غاية في الحنكة والحكمة والابداع ليقضي على التفرق الموجود في جبهته، هذا التدبير هو قيامه بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.

وقد ذكرت المصادر التاريخية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمعهم يومًا وقال لهم: (تآخوا في الله أخوين أخوين) وبهذا الاسلوب كرّس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوحدة السياسية والمعنوية بين المسلمين وقوّى أسسها ودعائمها.[18]

وبهذه الأخوة الإيمانية لملم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشلاء قاعدته المبعثرة وصهرهم في بوتقة واحدة هي بوتقة الإسلام، وقد أدّت هذه الوحدة إلى تقوية جبهة المسلمين مما جعل أمر اختراقهم من قبل المشركين واليهود أمرًا مستحيلًا.

لقد مثّل المشركون واليهود دور الدول الاستكبارية ذات العقلية الامبريالية في ذلك العصر، وقد واجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطرهم ومساعيهم للقضاء على الإسلام والمسلمين بتوحيد المسلمين، واليوم لن يكون هناك حل للوقوف في وجه الاستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومساعيه الرامية إلى استضعاف المسلمين للاستحواذ على خيراتهم وثرواتهم، إلاّ بالتوحّد ورصّ الصف كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع قاعدته الشعبية ضد مستكبري عصره.

6 – بناء المسجد:

لقد ابتاع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله الأرض التي بركت فيها ناقته يوم قدومه المدينة من أصحابها بعشرة دنانير لإقامة مسجد فيها. واشترك كافة المسلمين في تهيئة موادّه الانشائية وبنائه، وعمل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بنفسه في تشييده أيضا. فكان صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ينقل معهم اللبن ، والحجارة.[19]

وهكذا وفّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأتباعه مقرًا يوحدهم يجتمعون فيه لمزاولة أنشطة متعدد كالتعليم والتثقيف والاستماع لخطب التوجيه ووضع الخطط الحربية والتشاور في شؤونهم الاجتماعية والمعيشية وغير ذلك.

7 – أخلاقه العالية:

كانت الأخلاق العالية من أبرز سمات شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أن الله عز وجل مدح خلقه في القرآن الكريم ووصفه بأنه عظيم، وما أشد عظمة شيء يصفه العظيم بأنه عظيم! قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[20]

وقد كان لهذه الأخلاق العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دور في توحيد المسلمين ولمَّ شملهم حول قيادته الربانية، فمن خلال كلامنا السابق بينا أهمية الالتفاف حول القيادة لخلق حالة الوحدة وتوحيد الكلمة، وقد لعبت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دورًا بالغ الأهمية في انجذاب الناس إليه والالتفاف حوله وطاعة أوامره والسمع والطاعة له.

وهذا الأمر أوضحته بجلاء الآية القرآنية (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[21]

 

8– تعيينه للخليفة من بعده في يوم غدير خم:

بعد أن انتهى المسلمون من مراسم حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقفلوا عائدين إلى المدينة المنورة، نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمرًا إياه بنصب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كخليفة له من قبل الله تعالى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)[22]

فيأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإرجاع من تقدم من المسلمين، ويقف في الجموع خطيبًا، إلى أن يسألهم: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: (الله ورسوله أعلم) فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام ورفعها حتى عرفه الناس ثم قال: (إن الله مولاى وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وأدر الحق معه حيث دار)

وهكذا عين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خليفته من بعده ليقطع أي طريق للخلاف والشقاق على هذا المنصب من بعده، وليوحد المسلمين ويوحد كلمتهم – فيما لو نفذوا هذا التعين – على خليفة واحد يقود سفينة الدولة الإسلامية إلى بر الأمان من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

8 – طلبه في مرضه الأخير بأن يؤتى له بدواة وكتف ليكتب كتابًا لا تضل الأمة من بعده أبدًا:

جاء في كتاب صحيح البخاري" حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه"[23]

وأيًا كان التفسير للكتاب الذي لن تضل بعده الأمة أبدًا فإنه إن دلَّ على شيء فإنما يدل على حرص الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم على بقاء أمته على وحدتها بعد موته كما تركها موحدة قبل موته، فهاهو والألم يلمّ به في مرضه الأخير وفي لحظاته الأخيرة يكون طلبه الأخير - الذي للأسف الشديد حيل بينه وبين الحصول عليه - هو أن يترك عهدًا مكتوبًا يضمن عدم فرقة الأمة وعدم ضلالها من بعده.

9 – زيارة قبره في المدينة المنورة:

كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجوده المبارك والمقدس مبعثًا لوحدة الأمة والالتفاف حول شخصه الكريم وقيادته الربانية الفريدة أيام حياته المباركة هاهو يلعب الدور ذاته بعد وفاته وارتحاله إلى الملأ الأعلى، فقبره الكائن في مسجده في المدينة المنورة يؤمه سنويًا ملايين المسلمين لأداء هذا المستحب الإسلامي الذي تجمع عليه كل الفرق والطوائف الإسلامية ألا وهو زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يؤم المسلمون المدينة المنورة  لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا سيما في موسم الحج إما قبل بدء أيام الحج أو بعدها، والزائر للمدينة المنورة يلحظ توافد المسلمين على المدينة المنورة من كل حدب وصوب من شتى بقاع الدنيا في شرق الأرض وغربها على اختلاف لغاتهم وألوانهم ومذاهبهم صغارًا وكبارًا، الكل يقصد الحبيب المصطفى يلوذ بقبره يسلم عليه يؤدي آداب الزيارة ويكحل ناظريه برؤية القبة الخضراء البهية المتربعة في سماء طيبة الطيّبة.

 

الخاتمة والتوصيات:

لايمكن أن تُعذر أمة الإسلام إذا ما عاشت حالة التشتت والتفرق والتمزق ورسولها هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا النبي العظيم الذي قضى حياته في توحيد صفوف أمته ولم شملهم ورصّ صفوفهم وكان منارًا للوحدة في أيام حياته ومنارًا لها بعد رحيله والتحاقه بالرفيق الأعلى عارٌ على أمته أن تخون جهوده وتهمل قضية الوحدة أو أن تفعل ما من شأنه القضاء عليها سواء كان ذلك عن علم أو جهل، إن شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي عبّر عنه الله عز وجل في القرآن بالسراج المنير(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)[24]هو كالشمس التي تبدد الظلام وتكون سببًا لاجتماع الناس بعد أن فرقهم الظلام.

وهذه مجموعة من التوصيات التي خلصت إليها من نتائج بحثي:

1 – إن الوحدة الإسلامية هي السلاح الوحيد الذي يمكننا أن نشهره في وجه الاستكبار العالمي ومخططاته الرامية إلى تفتيت المنطقة لتسهيل الاستحواذ على ثرواتها ومقدراتها ولذلك وجب العمل بجد على تفعيل الوحدة وتحويلها من شعارٍ إلى واقع.

2 – العمل على إقصاء الفكر التكفيري – السني والشيعي- ومحاصرته بكل السبل المتاحة والممكنة، فالتكفير لا خير فيه إذ يمثل سببًا رئيسًا للحيلولة دون الوحدة وبث الفرقة بين المسلمين.

3 – تكريس الوعي في الأمة بخطورة التيار التكفيري وأنه سبب من أسباب إعطاء الذريعة للاستكبار العالمي لدخول المنطقة واحتلالها تحت مسمى القضاء على الإرهاب.

4 – إدخال جهود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إرساء دعائم الوحدة الإسلامية في المقررات الدراسية لكي تتشكل ذهنية الجيل الجديد على أن الوحدة واجبًا مقدسًا وأن تفعيلها هو من قبيل الاستنان بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

5 – إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تظهر جهود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إرساء دعائم الوحدة بين المسلمين.

6 – الاهتمام بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعمل على ترجمتها لكل لغات العالم ليطلع الناس على الصفحة المشرقة لسيرة نبي الإسلام العظيم.

7 – التركيز على جانب السلم والسلام في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتعديل الانطباع الخاطئ في أذهان البعض خصوصًا من غير المسلمين بأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عنيفًا ومحبًا للحروب وإراقة الدماء.

 

 

المصادر:

1 – القرآن الكريم

2 – حاكمية الإسلام بين النظرية والتطبيق، السيد علي الخامنئي، تهذيب وتعليق: السيد علي عاشور، الجزء الثالث، مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م

3 – دروس في العقيدة الإسلامية، الأستاذ محمد تقي مصباح اليزدي، الجزء الثاني، مؤسسة الهدى للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1421هـ ق

4 –  الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت، قم المقدسة، الطبعة الأولى 1413هـ

5 – مجلة الثقافة الإسلامية ،العدد الخامس والأربعون، ربيع الثاني 1413هـ - تشرين الأول 1992م، تصدر عن المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.

6 – الأئمة الاثنا عشر دراسة تحليلية، عادل الأديب، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية 1405هـ - 1985م

7 – سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، الأستاذ المحقق الشيخ جعفر السبحاني، الجزء الأول والثاني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسِّين بقم المشرفة.

8 – صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري، الجزء الأول، دار ابن كثير 1414هـ - 1993م

9 – موقع إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران www.arabik.irib.ir

 

 

 



[1] سورة الأعراف آية 157

[2] الوحدة في الفكر السياسي للإمام الخميني www.arabik.irib.ir

[3] الخامنئي، السيد علي، حاكمية الإسلام بين النظرية والتطبيق،  ج 3 ص 238

[4] الضروري: هو ما لاينفك مسلم عن معرفته من دون حاجة إلى نظر واستدلال

[5] سورة سبأ آية 28

[6] اليزدي، محمد تقي مصباح، دروس في العقيدة الإسلامية ج 2، ص: 315

[7] سورة الأحزاب آية 40

[8] سورة الأنفال آية 46

[9] الحكيم، محمد باقر، الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، ص 79  ، 80

[10] أبو صالح، حسان عبد الله، الوحدة الإسلامية في القرآن والسنة وأقوال العلماء، مقال في مجلة الثقافة الإسلامية العدد 45

[11] الأديب، عادل، سيرة الأئمة الاثنا عشر، ص 29

[12] السبحاني، جعفر، سيد المرسلين، ج 1، ص: 504

[13] السبحاني، جعفر، سيد المرسلين، ج 1 ص 605 و 608

[14] المصدر نفسه، ج1، ص 608 ، 609

[15] المصدر السابق، ج1، ص 610

[16] المصدر السابق، ج1، ص 609 نقلًا عن فتوح البلدان للبلاذري ص 72

[17] للمزيد من الأدلة يراجع كتاب سيد المرسلين للشيخ جعفر السبحاني

[18] السبحاني، جعفر، سيد المرسلين، ج2 ص 19

[19] المصدر السابق، ج2 ، ص 12

[20] سورة القلم الآية 4

 

[21] سورة آل عمران الآية 159

[22] سورة المائدة آية 67

[23]  البخاري، محمد بن إسماعيل الجعفي، صحيح البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم، ج 1، ص 4

[24] سورة الأحزاب الآيتان 45، 46