الوسائل العملية لتقريب وتعزيز الأخوة في ما بين اتباع المذاهب الاسلامية
الوسائل العملية لتقريب وتعزيز الأخوة
في ما بين اتباع المذاهب الاسلامية
عبدالغني شمس الدين
التجمع الآسيوي لاتحاد علماء المسلمين - ماليزيا
قال الله تعالى :
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
(سورة آل عمران :103)
المقدمة
ان رسالة الاسلام انزلت لاجل ان تؤكد للانسانية جمعاء سمو تعاليم الاسلام ورقي قيمه ونبالة فضائله الخلقيه كما أثبت ذلك رسول القدوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في اقواله وافعاله . من اجل ذلك فان القيم الخلقية التي يتضمنها الايمان به اكثر من بضع وستين اوبضع وسبعين شعبة .وان الامة الاسلامية – كماأكدها القرآن - خير امة أخرجت للناس لما لها من الفقه في الامور الدينية والدنيوية والالتزام بمتطلباتها وما تحمله من ثقافة التكاتف والتعاون الاجتماعي ما يمكنها من صناعة القوة الاقتصادية والسياسية وغيرها.
فالمسلمون اذن مهما كان انتمائهم المذهبي مطالبون باثبات جدارتهم الحضارية في العقيدة والسلوك والتعاون في مختلف الشؤون السياسية والاجتماعية وارساء اركان الاخوة والتكافل فيما بينهم اكثر من غيرهم.
أما ان يكفر بعضهم بعضا ويقتل فريق منهم فريقا آخرمن المسلمين ويتعاون مع الكفرة لاستيلاء اوطان المسلمين ويقلدونهم في الاختلاط المحرم ويمرقون من الدين مروق السهام ويظلمون الآخرين بما فيهم المسلمين ويعذبون الشعوب والمستضعفين فان ذلك تعطي صورة معكوسة عن الاسلام والمسلمين امام غيرهم من الكفار واتباع الاديان الباطلة.
فعلينا اذن ان نبحث عن اجابات وافية شافية على تساؤلات جادة حول اسباب التخلف لدى الشعوب المسلمة وعلل تردي احوال الامة الاسلامية ,ولماذا اصبحوا غثاء كغثاء السيل واستولى اعداء الامة على ديارهم واوطانهم واموالهم وانقلبوا اعداء بعد ان كانوا اخوانا في الدين ومنارة للهدى بل خير امة أخرجت للناس؟ ولماذا انقلب الكفار الى سادة يتحكمون في رقاب المسلمين وينهبون ثرواتهم ويبثوا فيهم الفساد والافساد ويكون لهم العظمة والقوة والمنعة والاستعلاء. هذه هي الاسئلة التي ينبغي علينا ان نبحث الاجابة عنها.
ان الله وعدنا وعدا حقا بالاستخلاف في الارض اذا تمسكنا بالايمان و بحبل الله المتين وانه سينصر من ينصره وتوعد من يؤمن ببعض تعاليم الاسلام ويكفر ببعضه بالخزي والعار في الدنيا والآخرة ومن هنا فان الانسلاخ من الاسلام والاعراض عن طاعة اوامر الله هو اصل كل بلاء . قال الله تعالى في كتابه العزيز:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون [1]
ان عجز المسلمين لتوفير شروط النهضة في انفسهم وشروط التفوق لامتهم وتحقيق قدرا من التوحد السياسي لمعسكرهم لاشك انه سيتمخض عن ذلك صورة قاتمة لمستقبلهم القريب والبعيد.
خطورة النزاع بين اتباع المذاهب
لقد حذر رسول الامة من التنازع والاقتتال حيث قال: لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض..."فقد جعل رسول الله في هذا الحديث التقاتل في عداد الكفر نظرا لخطورته وآثاره السيئة على الامة بما فيها تشويه سمعتها ومكانتها.
على افراد الامة ان يبتعدوا مما قد يؤدي الى ذلك, و عليهم الاهتمام بالهوية والشخصية الاسلامية.
فاذا رأينا احوال امتنا الاسلامية في فلسطين والعراق وافغانستان وصوماليا والشيشان وفطاني وغيرها , نعلم كم هي فداحة الخسارة التي منيت بها امتنا الحبيبة. ويمكن ان تكون الخسارة اعظم في ظل التعصب القومي والمذهبي والتقاتل والتناحر من اجل حفنة من التراب او اموال فانية.
لقد انذرالله الامة الاسلامية من التنازع والتفرق بالفشل وضياع السمعة حيث قال: وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[2]
الآثار السيئة للتنازع:
هناك مصائب جمة من جراء التنازع والتفرق , منها :
1- الفشل وذهاب القوة: شمولية الفشل لمناحي الحياة، وهذا يعني موت الأمة بأسرها، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بذهاب الريح، حتى تعود الأمة أعداداً بلا عدة، وأرقاماً بلا تأثير، أي الحالة الغثائية التي لا تحافظ على موجود ولا تلوي على مطلوب، فتتداعى الأكلة إلى قصعة الأمة، فيطمع فيها القوي والضعيف، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
2- زعزعة الثقة بالعلماء والحكام والأمة، بل بالإسلام ومناهج العاملين والداعين إليه، فقد جرت عادة الناس في الربط بين الداعي ودعوته نجاحاً وفشلاً. ومن ثم إتاحة الفرصة لظهور تيارات من التشكيك والدعوة للانسلاخ من الدين على نحو ما ظهر في أوربا المسيحية في مقدمات عصر النهضة، فانظر كم يجني أهل التنازع على الأمة ودينها ورسالتها
3- إتاحة الفرص لاعداء الامة لاحتواء بعض رموزها أو بعض جماعاتها أو بعض دولها عبرالاغراء والاغواء، على نحو ما حدث في محنة كعب بن مالك وقد هجره المسلمون فيمن هجروا من المتخلفين عن تبوك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الله فيه وفي صاحبيه، فكتب إليه ـ وهو في هذه الحال العصيبة، وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه ـ ملك غسان: أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. قال كعب: فقلت حين قرأتها، وهذه أيضاً من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرتها.. إنها فتنة وبلاء وابتلاء لا يقوى عليه إلا من وفقه الله، ومن كان في ثبات كعب بن مالك وإيمانه، وقليل ماهم. ومن هنا يبرز مغزى قوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
4- انتزاع البركة من الأفراد والجماعة ومن الأمة بأسرها، وتركها لنفسها، تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة، ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ إلى النار.
5- من آثار الافتراق: التخاذل المتبادل بين أفراد الأمة وجماعاتها ودولها وحكوماتها، وأن يُسلم بعضهم بعضاً إلى الأعداء والفتن، بل والتحرش بهم، وتهييج الأعداء عليهم؛ نكاية ووشاية وشماتة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يُسلمه..
6- الافتراق والتعادي يؤكد ما يقوله المستشرقون أن العالم الإسلامي لم ينعم بالهدوء إلا صدراً من جيل الخلافة الراشدة، وبعدها تعرضت دولة الإسلام إلى النزاعات والصراعات الداخلية التي لم تنقطع، وربما ربطوا ذلك ـ ظلماً وزوراً ـ بطبيعة الدين نفسه، وقد اشتهرت صراعاتنا السياسية على كافة المنابر وعلى الملأ حتى شاعت مقولة: اتفق العرب على أن لا يتفقوا، والعرب رحى الإسلام ومصدر قوته..
7- الافتراق والتعادي يحرم الأمة من محاسن الاختلاف، وهو ما يعبر عنه باختلاف التنوع، وهو ثروة علمية ضخمة تميز بها التراث الفقهي الإسلامي، تدل على قوة إبداع، وعمق تفكير، وتوفر مساحة واسعة ومتنوعة من الآراء والاجتهادات تستفيد منها الأمة في مواجهة مستجدات الحياة المعاصرة، وتنوعها، وتفاوتها من بلد إلى بلد، ومن بيئة إلى بيئة، ولقد اشتهر عن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوله: "ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا لكان الناس في شدة، فلما اختلفوا كان الناس في سعة".
8- التنازع والتفرق يصيب البعض بالإحباط والتثبيط فينزوي بعيدا، وينكفئ على نفسه مؤثراً السلامة كما تزيِّن له نفسه، فتُحرم الأمة من خيره وجهده وإضافاته، وربما كان أسوة سيئة، ونموذجاً سلبياً لغيره، فيقوى تيار الانعزال والانزواء، فتجمد حركة الأمة، ويضعف رصيدها في مجال الإبداع والتقدم.
9- لولا التنازع والتمزق لما تسنى لأحد أن يملي على الأمة ويفرض عليها خيارات تخالف دينها ومصالحها ومستقبلها، لكن ما حيلة الضعيف إلا أن يخضع لإرادة الأقوياء، ومن خلال ذلك تم تمرير ما يسمى بمشاريع التسوية الظالمة والهاضمة للحقوق ، فقدم البعض التنازلات، وانتزعت منهم الاعترافات، بل وأحياناً تم تقديم المبادرات والتبرعات لاسترضاء العدو الغاشم، أو للحصول على صك البراءة من تهمة الإرهاب ونحوه، ولسان الحال يقول: فليتك تحلو والحياة مريـرة *** وليتك ترضى والأنام غضـاب وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبينـي وبين العـــــالمين خـــراب إذا صح منك الود فالكل هين ***وكـل الذي فوق التراب تراب
10- التنازع والتفرق يُشغل الأمة عن همومها العظام، وتحدياتها الجسام، وتستمرئ الأمة حرباً طاحنة فيما بينها، حتى يأكل بعضها بعضاً، ويلعن بعضها بعضاً، كان الأولى أن توجه هذه الجهود والطاقات نحو البناء والتنمية ومواجهة الأعداء الذين يدورون حول الأسوار ويلوذون بالأبواب؛ يتحينون الفرص، ويرقبون الصيد، عسى أن يفوزوا منه بغفلة..
فمن الخيانة للأمة أن يُحمى الوطيس، وتُنصب المناجيق، ويتقاذف الناس بكلمات هي أشد من الحجارة، وأنكى من السهام من أجل مسائل تحتمل أكثر من وجه وتقبل أكثر من تفسير، فهي من مسائل الاجتهاد، التي دلت على سعة هذا الدين ومرونته، المصيب فيها مأجور والمخطئ فيها معذور، وخطؤه فيها مغفور.
لهذا كان من الواجب على الدعاة والمفكرين الإسلاميين أن يشغلوا جماهير المسلمين بهموم أمتهم الكبرى، ويلفتوا أنظارهم وعقولهم وقلوبهم إلى ضرورة التركيز عليها والتنبيه لها، والسعي الجاد ليحمل كل فرد جزءاً منها، وبذلك يتوزع العبء الثقيل على العدد الكبير، فيسهل القيام به.
11- التنازع والتفرق يُفقد الناس والأمة الشعور بوحدة الجسد ووحدة الهم ووحدة المصير، مما يحدو بكل طائفة أن تتصرف بمفردها بمعزل عن الأمة، وربما أدى ذلك التصرف الانفرادي إلى مآس تعود على الأمة جمعاء بآثارها وتبعاتها..
12- إشاعة روح التفرق والتمزق، وبروز المزيد من النحل والطوائف المتناحرة، بل جرت العادة أن التيار الواحد ينقسم على نفسه مرات ومرات، حتى خرج تعدادها عن المألوف وتجاوزت المعروف، وبعضها يقوم وليس لها من مبرر؛ فإن اختلف ثلاثة مع جماعة شكلوا جماعة أخرى، وإذا فصل خمسة من تنظيم أنشأوا تنظيما جديداً، وإن طردت مجموعة من حركة كونت حركة تصحيحية!
كان لتعدد الطوائف في الماضي مبررات، قد تكون محل نظر، وقد يكون لأصحابها أدلة شرعية معتبرة، واجتهادات مبررة، ومع هذا فقد كان هؤلاء متخلقين بأدب الخلاف وقيمه لا يخرجون عنه، أما اليوم فقد بات الخلاف خلافاً بلا أدب، واختلافاً بلا علم، وتكاثراً بلا مبرر، إنما هو التنافس على المغانم، والتنصل والهروب من المغارم، والتهافت على الدعاية والأضواء، والإقبال على الأخذ، والإدبار عن العطاء.. فيتهاون الجميع بمخاطر التفرق، بعد أن يكون قد ركبهم الهوى واستبد بهم الغرور وحب الذات، لا يعظمون حرمة، ولا يرقبون في أمتهم إلاً ولا ذمة..
هذا , بالاضافة الى آثار نفسية ك :
تعميق الغرور والإعجاب بالرأي.
تعميق الهوى.
سوء الظن بالآخرين، واتهام النوايا.
العصبية للرأي والزعيم والإقليم والحزب.
تناكر القلوب واحتقان النفوس بالبغضاء.
الانشغال عن معالي الأمور ومتطلبات الريادة والسيادة.
تتبع عثرات الآخرين.
ضياع كثير من الواجبات الدينية.
صد الناس عن سبيل الهدى.
تثبيط العزائم.
انتشار حالات الانزواء الفردي والجماعي بين الأمة طلباً للسلامة ومن ثم حرمان المجتمع من مشاركتهم في الخير والإصلاح.[3]
من اجل ذلك كان لزاما للامة ان تتفادى هذه البلايا بقدر الامكان عن طريق الوقوف على السبل التي من شأنها ان توحد صفوفهم ثم العمل بمتطلباتها حتى تتحقق الغاية المقصودة من ورائها . اذا كان توحيد الصفوف يحتاج الى مقدمات تمهد ذلك فان تقريب المذاهب يعتبر امرا ضروريا لتهيئة الجو المناسب لتحقيق ذلك الامل. فالتقريب لا يعني ازالة طمس معالم المذاهب و ليس المراد منه إزالة أصل الخلاف بينها، بل أقصى المراد وجلّ الغُرض هو إزالة أن يكون هذا الخلاف سبباً للعداء والبغضاء .
ولكن قبل ان نخوض فى التفاصيل فان فكرة التقريب بين المذاهب تتطلب وجود أجواء او اتجاه نفسي وخلقي وبيئي تساعد على عملية التقريب والتقارب . من هنا ينبغي ان نتناول بالشرح مسبقا للاسس الفكرية والخلقية للتقريب
الاسس الفكرية والمبادئ الخلقية لتعزيز التقريب والتقارب
لقد اوضح هذه الاسس الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتفصيل . من ضمن المبادئ التي ذكرها الشيخ العلامة هي:
المبدأ الأول: حسن الفهم
والمقصود بحسن الفهم في هذا المقام حسن التعرف على حقيقة موقف الطرف الآخر، ولا يكون ذلك من أفواه العامة ولا من الشائعات، ولا من واقع الناس، بل يجب أن يكون من مصادره الموثقة أو من العلماء الثقات المعروفين؛ فكثيرا ما يكون الواقع غير موافق للشرع، وكم من كلام يردده العامة ويشيع بين الناس، وهو في الحقيقة مجرد أكاذيب وإشاعات لا أصل لها
المبدأ الثاني: حسن الظن
وتحت هذا المبدأ أورد الشيخ نصوصا عديدة من القرآن والسنة يستدل بها على وجوب حسن الظن بالآخر، وتحريم سوء الظن به، فالإسلام يقيم العلاقة بين أبنائه على حسن الظن، ويحمل حال غيره على أحسن المحامل وإن كان يحتمل معنى آخر
المبدأ الثالث: التركيز على نقاط الاتفاق
وذكر الشيخ هنا ثلاثة أمور يتفق عليها أهل السنة وأهل الشيعة جميعا، أولاها: الاتفاق على الإيمان بأصول العقائد المعروفة، وثانيها: الاتفاق على الإيمان بالقرآن الكريم، ولا نثير هنا ما ذكره البعض من أنه ناقص أو محرف.
وثالثها: الاتفاق على الالتزام بأركان الإسلام وشعائره الكبرى من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، فالسنة والشيعة متفقون على هذه الأركان، وإن حدث خلاف بينهم فكما يحدث بين المذاهب الفقهية عند أهل السنة.
وإذا كان الشيعة لا يعترفون بكتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة، فإن معظم ما ثبت عندنا بالسنة ثبت عندهم من طريق رواتهم، والمهم أن الفقهين في النهاية يتقاربان إلى حد كبير؛ لأن المصدر الأصلي واحد وهو الوحي الإلهي، والأهداف الأساسية والمقاصد الكلية للدين واحدة عند الفريقين، وهي إقامة عدل الله ورحمته بين عباده.
المبدأ الرابع: التحاور في المختلف فيه
يرى الشيخ أنه ينبغي التركيز في الحوار على الجوانب العملية التي يقصد بها أمران:
الأول: ما يتعلق بمواقفنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فنجتمع حول هدف واحد، ونصدر عن موقف واحد، ونواجه المخططات المعادية بخطة وإستراتيجية واحدة.
الثاني: ما يتعلق بالأحكام الفقهية العملية، فالحوار فيها أيسر وأقرب منالا من الأمور العقائدية والكلامية.
ومثل هذه المحاورات تكون مجدية ونافعة، فربما أدى تلاقح الأفكار وتفاعل الآراء إلى جلاء نقطة كانت غامضة، أو تقريب مسافة كانت بعيدة، أو الخروج بتفسير يقبله الطرفان، وبخاصة إذا كان الحوار جادًّا ومخلصا في طلب الحقيقة بعيدا عن التعصب والانغلاق.
المبدأ الخامس: تجنب الاستفزاز
فمتى استخدم أحد الفريقين ألقابا وكلماتٍ وعبارات مثيرةً ومستفزة للطرف الآخر فلن ينجح الحوار أو يثمر طرحه المنشود، وذلك كتسمية أهل السنة للشيعة بـ"الرافضة"، وتسمية أهل الشيعة للسنة بـ"الناصبة".
ومن ذلك البعدُ عن الموضوعات ذات الحساسية الخاصة مثل الإساءة إلى الصحابة من قبل الشيعة، ووضع الشيخ هنا نقاطا ينبغي أن يتفقوا عليها:
الأولى: أن هذا الذي وقع بين الصحابة أصبح تاريخا طويت صفحاته، وسيسأل الله أصحاب هذه الأفعال عنه ويجزيهم بأعمالهم ونياتهم، ثم علينا أن ننشغل بقضايا واقعنا المرير، ونتكاتف لإصلاحه من الآفات والعقبات التي تقف أمام المصلحين والمجددين.
الثانية: أن مسألة السب عموما لا تليق بالمسلم، فليس المسلم بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وبخاصة إذا تعلق السب بأناس مثل الصحابة.
الثالثة: أن يحرص الفريقان على نقل الأقوال التي من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وخاصة كلام العقلاء عن الصحابة، فهذا من شأنه أن يصفي الأجواء، ويوحد الصفوف.
المبدأ السادس: اجتناب تكفير كل من قال: "لا إله إلا الله"
ونقل الشيخ هنا أقوالا لعلماء كبار، منهم: ابن الوزير وابن تيمية والهيثمي، تنكر أشد الإنكار، وتحذر أبلغ التحذير من تكفير الناس بذنب أو خطأ.
وذكر في هذا المقام قضية مهمة، وهي أن من ينكر أحاديثَ آحادٍ لشبهة عنده أو تأويل تأوَّله لا يُكفَّر، فهم يردون هذا الحديث أو ذاك لا لينكروا السنة، بل لأنهم رأوه مخالفا لدلالة القرآن الواضحة، أو للأحاديث اليقينية المتواترة، أو للعلم القطعي المؤكد، أو للواقع التاريخي الثابت، أو لدلالة الحس والعقل، أو غير ذلك مما جعله علماء الحديث أنفسهم من دلائل الوضع في الحديث.
المبدأ السابع: البعد عن شطط الغلاة
ومن المبادئ المهمة في الحوار والتقريب البعد عن الغلاة والمتنطعين والمتطرفين من كلا الفريقين الذين يثيرون الفتن في أحاديثهم وكتاباتهم، ومن أبرز مظاهر الغلو اتهام الغير بالكفر، وإذا كان هناك متخصصون في تكفير المسلمين جميعا، فإن هناك متخصصين في تكفير الشيعة دون غيرهم، وربما أضافوا إليها بعض الطوائف الأخرى، ويسردون لذلك أدلة فيقولون:
أن الشيعة يؤمنون بتحريف القرآن، وينكرون كون السنة مصدرا ثانيا للتشريع، ويسبون الصحابة، ويدّعون العصمة لأئمتهم بل يدعون أنهم أفضل من الأنبياء وأنهم يعلمون الغيب، ولذلك يستغيثون بهم من الكروب، وينذرون لهم النذور.
ويرد الشيخ كل هذه الأدلة معترفا بما عندهم من أخطاء يجب إزالتها وتعديلها، فالقرآن عندهم هو المحفوظ بين الدفتين، المستنبط منه الأحكام، المقرر عندهم في المناهج، ومصحف إيران هو هو مصحف مصر والسعودية، وأما دعوى تحريف القرآن أو نقصه فهو قول مردود رده المحققون من علمائهم.
وأما الشيعة فهم لا يعترفون فعلا بمصادرنا، لكن ما ثبت عندنا ثبت عندهم بطرق أخرى مع اختلاف يسير، أما سب الصحابة فهذا ما ننكره عليهم وإن كان المعتدلون منهم والمحققون من علمائهم ضد هذا، ولا يستحقون عليه التكفير لما لهم فيه من شبهة تأويل.
المبدأ الثامن: المصارحة بالحكمة
فلابد من المصارحة بالمشاكل القائمة والمعلقة والعوائق المانعة ومحاولة التغلب عليها على أن يكون ذلك كله بالحكمة والتدرج والتعاون المفروض شرعا بين المسلمين.
ومن ذلك المصارحة بخطورة نشر المذهب الشيعي في بلد كله سني والعكس كذلك، ومراعاة حقوق الأقلية السنية بين الشيعة، والأقلية الشيعية بين السنة.
فينبغي أن يصارح بعضنا بعضا بمثل هذه الأمور في جو من الإخاء، والإخلاص في طلب الحق، والتجرد من أجل الوصول إلى كلمة سواء.
المبدأ التاسع: الحذر من دسائس الأعداء
ومن المبادئ المهمة في الحوار والتقريب أن نَحْذر مخططات الأعداء ودسائسهم التي يريدون أن يمزقوا بها شمل الأمة ويفرقوا وحدتهم، فيقولون: مسلم وقبطي، أو سني وشيعي، فإذا لم يجدوا شيئا من ذلك قالوا: قومي وإسلامي، أو يميني ويساري، أو ثوري وليبرالي.. إلى آخر هذه التقسيمات.
فالأمة بكل طوائفها ومذاهبها مدعوة لأن تستيقظ من نومها وأن تقف وقفة طويلة مع نفسها للمراجعة والتقويم خاصة بعد ما حدث في العراق لتعرف من لها ومن عليها، ومن صديقها ومن عدوها، وليواجهوا القوة الطاغية والفرعونية الجديدة التي تقول للناس: أنا ربكم الأعلى.
المبدأ العاشر: ضرورة التلاحم في وقت الشدة
وليس هناك وقت أشد على الأمة الإسلامية من الوقت الذي تحياه في هذا العصر، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001م التي أدخلت العالم كله في امتحان عسير وموقف خطير يستوجب منها عامة، ومن علمائها ودعاتها وفصائل صحوتها بشكل خاص أن يتوحدوا ويتجمعوا، وينحوا جانبا خلافاتهم الجانبية ومعاركهم الهامشية، ويقفوا يدا واحدة وصفا واحدا أمام الأخطار التي تهدد شخصيتها وعقيدتها.
وقد رأينا غير المسلمين يتوحدون ويتناسون خلافاتهم، وقبل ذلك رأينا التقارب بين المذاهب المسيحية بعضها وبعض، بل رأينا التقارب بين المسيحية واليهودية برغم العداء التاريخي بينهما حتى أصدر الفاتيكان وثيقته الشهيرة بتبرئة اليهود من دم المسيح.
وبعد فهذه هي المبادئ العشرة التي رأى فيها إمام التقريب وفقيه العصر الشيخ يوسف القرضاوي أسسا وأصولا للحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية يمكن أن تُستثمر في الحوار والتقريب بين دوائر أخرى قد تكون أكبر من المذاهب الإسلامية مثل الحوار والتقريب بين أهل الأديان والملل والنحل المختلفة.[4]
ونضيف هنا ان التحرر من العقلية المذهبية والطائفية وما يؤدي الى تغليب المصالح السياسية والفئوية الضيقة لهذا الطرف او ذاك بات اليوم طموحا حضاريا ووطنيا فضلا عن كونه مبدأ دينيا لا خلاف حوله.
فالتعارف مثلا مبدأ قراني لتقويم حياة البشرية وقد جاء في سياق مخاطبة الناس جميعا بعد ان جعلهم الله شعوبا وقبائل وهو اي التعارف فعل حضاري لا يتم الا بطرفين على الاقل فنقول تعارف فلان وفلان.
والتعارف يعني كذلك ان ننحاز الى الاتصال لا الانفصال والعزلة وان نبني جسور التواصل باتجاهين وان نعرف بعضنا البعض ونعترف ببعضنا البعض وقد يعني التعارف ايضا ان نتبادل المعرفة بكل مجالاتها لاغناء حياتنا الانسانية والاسلامية.
أهمية دور مجامع التقريب بين المذاهب
هذه الاطروحات من المبادئ والافكارالاخرى النيرة ما كانت لها ان ترى النور لولا الجهود والانشطة تقوم بها مجامع او لجان التقريب بين المذاهب التي نبعت من ضمير الامة سواء كانت في مصر ام في ايران وغيرها من بلدان العالم الاسلامي. لقد حققت كثيرا من الانجازات في مجال التقريب منها :
* إنّها أحيت فكرة التقريب، وجمعت من حولها كبار علماء السنّة والشيعة، وكان عملها هذا أهلياً محضاً، حركته الغيرة على الإسلام والمسلمين، ولم تكن لهذا العمل علاقة بأيّ نظام سياسي أو مؤسّسة رسمية. اما الآن فهناك رعاية لهذا المشروع بشقيها الرسمي والشعبي.
* إنها طرحت مشروعها من خلال مجلة «رسالة الإسلام» التي ظلّت تخاطب المسلمين كافة طيلة أربعة عشر عاماً .
* إنها نجحت في ضم الفقه الشيعي إلى المذاهب الإسلامية الاُخرى التي تخضع للدراسة في منهج الفقه المقارن بالأزهر الشريف .
* إنها قطعت شوطاً كبيراً بإصدار تفسير للقرآن متّفق عليه، وسعت إلى تحقيق نفس الفكرة عن طريق تجميع الأحاديث النبوية المتّفق عليها أيضاً .
* معنى ذلك أن جماعة التقريب أنجزت خطى بالغة الأهمية على صعيد تحويل التقريب من حلم وفكرة، إلى عمل مشترك جاد، تبلور في مجموعة من الآثار العلمية التي بقيت لأجيال المسلمين إلى يوم الدين .[5]
وينبغي التطرق هنا الى الجهود الكبيرة والواسعة التي قام بها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب انطلاقا من مبادىء الثورة الاسلامية وقيادتها الدينية الحكيمة ومن هذه الجهود اقامة ثلاثة وعشرين مؤتمرا دوليا للوحدة الاسلامية تحت عناوين متنوعة فيما نشارك حاليا في المؤتمر الرابع والعشرين حول الاساليب الفكرية والعملية للتقريب ونشير الى تاسيس المراكز العديدة في مجالات التقريب بحثا وتواصلا وقد اطلق المجمع قناة الوحدة العام الماضي باللغة العربية كخطوة اولى لنشر ثقافة التقريب بعد ان اسس وكالة للانباء وهذا غيض من فيض وانما اشرنا الى امثلة منها.
ولاهمية الهدف المنشود الذي نعمل عليه جميعا ينبغي ان نعمق ونوسع هذه الجهود حيث نبحث في الخطوات والبرامج العملية لتحقيق التآلف والترابط الاخوي الاعمق لدى اتباع المذاهب الى جانب التذكير بالمبادئ و الاسس الخلقية .
الوسائل العملية للتقريب
هناك بحوث ومقالات عديدة تطرح في المؤتمرات وفي ثنايا الكتب تتناول هذا الموضوع بالشرح والتفصيل. ولعل من المفيد في هذا الصدد ان انقل ما كتبه الدكتور محمد عبد الرحمن في كتابه[6] اذ قال :" خلال الدراسة أوصيت ببعض خطوات او اجراءات وههنا ألخص بعضها:
1. المواقف السياسية تؤثر في تقريب الجماهير المسلمة, وقد تباعد بينها . فعلى رعاة التقريب أن يتصلوا بالسياسيين ويطالبوهم بمراعاة المقاصد العليا للحركة, وهي مفيدة للتقريب كما هي مفيدة للسياسة.
2. الابحاث العلمية هي الاساس المتين لكل أنشطة التقريب, فلا بد من تدعيم مراكز البحوث للقيام بواجباتها على أكمل وجه.
3. المناهج الدراسية هي أهم الأدوات لنشر فكر التقريب , لانها هي التي ترسخ الحقائق في أذهان الملايين من أبناء المسلمين. فيجب أن تصاغ صياغة علمية شرعية لتحقيق الغايات الاسلامية.
4. لابد من استخدام الفنون عامة في خدمة التقريب وفي خدمة الدعوة الاسلامية, وخاصة المسرح والتليفزيون والسينما. ولهذا يجب انشاء مؤسسة متخصصة لهذا الغرض.
5. يجب وضع ميثاق شرف اعلامي يمنع دعاة الفرقة والتحريض والتكفير من استخدام الصحف والقنوات الفضائية والكتب لافساد جهود التقريب.
6. لابد من ترشيد المؤتمرات والندوات لتكون أداة علمية فعالة في التقريب لا مجرد تجمعات للمجاملة.
7. القرآن هو الذي يقربنا. لكن التفسير المتعسف يفرقنا ! فلا بد من وضع ميثاق علمي يتفق عليه لاعادة الاحترام لأصول التفسير وقد يكون هذا هو الموضوع الرئيسي لأحد المؤتمرات.
8. الموقف العلمي السديد من السنة النبوية هو : قبول كل رواية تثبت صحتها, ورد كل رواية لا تثبت صحتها , تطبيقا لمبدأ أن المعول عليه هو: عدالة الراوي لا مذهبه."
وأرى أن هذه الوسائل يمكن – أيضا - ان يتضمن خطوات او مشاريع آتية:
1. تكوين او انشاء جمعية الصداقة بين الشعب الايراني والشعوب المسلمة الاخرى حيثما تواجد مندوب او ممثل اوسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية.
2. تدشين مشاريع اقتصادية مشتركة تقوم بانجازها اتباع المذاهب المختلفة حتى يتسنى لهم التفاعل وتحمل المسؤليات المشتركة للوصول الى الاهداف الموضوعة
3.انشاء فرق الانقاذ اوالاسعاف اوفرق لمواجهة الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات ونحوها تضم اتباع المذاهب المختلفة حتى يعملوا مع بعضهم البعض لمواجهة اثار الكارثة في اي مكان في العالم .وتكون هذه الفرق تحت مظلة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين او مجمع التقريب بين المذاهب.
4.تكوين فرق رياضية من فصائل علماء الاشبال او علماء المستقبل على ان يكون اعضاء هذه الفرق ممن ينتمي الى مذاهب عديدة حتى تتكون في نفوسهم روح المحبة والاخاء والجماعة.
5.انشاء شبكة جمعيات تعاونية اسلامية في المستوى الوطني والقطري والقاري ثم العالمي على ان يكون اعضاؤها مسلمين من مذاهب معتبرة يعملون متكاتفين من اجل انجاز مشاريع اقتصادية او اجتماعية لهذه الجمعيات التعاونية.
6. تفعيل دور جمعيات العلماء المسلمين في الدول الاسلامية والعالم عموما بالاضافة الى تنشيط وتكثيف البرامج الهادفة للتجمع الاسيوي لاتحاد علماء المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومجامع تقريب المذاهب في انحاء العالم عن طريق انشاء قناة تلفزيونية خاصة لرعاة فكر التقريب.
7.الاكثارمن البرامج الثقافية والافلام التربوية التي تهدف الى تعزيز اتجاه التقريب ونشره من خلال الصفحات الالكترونية التابعة لنشطاء التقريب.
8.تسييرالبعثات السياحية او قوافل لتكسير حصار غزة او زيارات تفقدية في ما بين ابناء الدول المسلمة متعددة المذاهب لتنمية المحبة والاخوة في ما بين ابناء الامة.
9. انشاء الصفحات الالكترونية المتخصصة لطوائف العلماء والشباب والمسلمات والاشبال وغيرذلك لتكون بوتقة التفاعل والتحاور الالكتروني عبر الانترنيت لتوحيد الأفكار وتنسيق التوحهات الصحيحة في مواجهة التحديات المتنوعة في الحال والمستقبل لمواجهة عوامل التفريق والتفرقة.
الخاتمة
تلك هي بعض الخطوات العملية التي تراءى لنا في هذا المقام ولربما يمكن للاخوة المشتركين في هذا المؤتمر تناول مزيد منها خلال جلسات المداخلة أو اعداد التوصية. ان مواجهة مخططات أعداء الأمة لبث عوامل الفرقة والتفتيت من حين لآخر أمر لا ينتهي ولا يتوقف أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها. قال الله تعالى :
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ.
وأخيرا اشكر كم جميعا على حسن استماعكم كما اشكر منظمي المؤتمر وجمهورية إيران الإسلامية حكومة وشعبا ودمتم ذخرا للإسلام والمسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
------------------------------------
([1]) سورة البقرة :85
([2]) سورة الانفال : 46
([3]) د. عثمان علي حسن " في مقالته تحت موضوع " آثار الافتراق على الأمة الإسلامية " في الرابط الآتي:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5977
([4]) لاستزادة راجع مقالة تحت موضوع: مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية للأخ وصفي أبو زيد في الرابط الآتي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6DFC0025-4455-4C3C-AE0E-1A623EA49F3E.htm
([5]) فهمي هويدي " التقريب بين المذاهب الإسلامية أولى من الانشغال بالتفريق بينها" فوصلة الآتية: http://www.alwihdah.com/fikr/fikr/2010-04-26-995.htm
([6]) محمد عبد الرحمن , الدكتور ,"الشيعة والسنة : دراسة مقارنة " ط.مكتبة وهبة ,القاهرة سنة 2008 ص:341