المنهج الوحدوي وموقع فلسطين في فكر الإمام الخميني قدس سره
المنهج الوحدوي وموقع فلسطين في فكر الإمام الخميني قدس سره
الشيخ حسن بغدادي العاملي
مقدمة
..لا أكون مُبالغاً إذا قلت لمؤتمركم الكريم، أنّ المجتمعين في (طهران) - وهي عاصمة الدولة الإسلامية - يعتقدون أنّ هذا المكان، هو الوحيد الذي يُطبّق فيه المسؤولون ما يقولون؛ من تعميق أواصر الوحدة بين المسلمين، بشكل فعلي. فالمعيار الصحيح في صدق هذه الدعوة من كذبها، هو الواقع الخارجي.
فالدول الإسلامية - ومع الأسف - تدّعي أنها مع وحدة المسلمين، وربّما لديها أُطر ومؤسسات وحدوية، ولكن كُلّ هذا الإدعاء وكل هذه المؤسسات، بقيت مُتباينة تماماً مع الممارسات الخارجية، فهناك تباين كُلّي بين أقوالها وأفعالها، فهي سقطت في أحضان أمريكا، وتعمل ضمن الأجندة الأمريكية.
بينما الجمهورية الإسلامية ومنذ انطلاقتها على يد الإمام السيد روح الله الخميني (طاب ثراه) سنة 1979م، تطابقت أقوالها مع أفعالها بشكل تام، رغم الضغط الشديد عليها، والحصار الإقتصادي، لثنيها عن هذا الدور الذي يتناقض مع المصلحة الأمريكية الإسرائيلية، والتخلّي عن القضية الفلسطينية والقدس. ولكن الجمهورية الإسلامية لم تُبدّل من التزاماتها، رغم كلّ الضغوط والحرب التي شُنّت عليها خلال ثمان سنوات، ومع الأسف كانت برعاية بعض الدول التي تدّعي أنها مع القضية الفلسطينية ومع وحدة المسلمين.
ولعلّ ميزة الدولة المباركة، ومنذ انطلاقتها على يد الإمام الخميني الراحل، حافظت على ثوابتها ولم تُبدّل من أهدافها، وكلّما كانت الضغوط تشتدّ عليها، كانت تتمسّك أكثر بثوابتها وبنهج مؤسّسها.
يشهدُ عالمُنا اليوم تسارعاً كبيراً للأحداث على خط القضية المركزية للأمة؛ قضية فلسطين، وانكشفت الأقنعة عن وجوه أنظمةٍ لطالما أتقنت فنّ النفاق السياسي، أنظمة زرعها الإستعمار في قلب الأمة بمسمّيات مختلفة؛ ممالكَ وإماراتٍ وسلطنات..
هذه الأنظمة الرجعية العميلة عملت سراً وبشكلٍ ممنهج لسنين مديدة على تخدير الشعوب الإسلامية والعربية وإلهائها بقضايا ونزاعات وأزمات ومشاكل طائفية وأخرى سياسية واقتصادية واجتماعية ضيّقة ومحليّة، لتحرِفَ اهتماماتها عن القضية المركزية، وتوهمها بأنّ العدو الحقيقي للأمة هي إيران الإسلامية وليست إسرائيل. وللأسف، لا نستطيع أن نُنكر أنها استطاعت عبر الضّخ الهائل والممنهج لسمومها في إحداثٍ نوعٍ من الشرخ والإنقسام العامودي بين أبناء الأمة.
من هنا، فإننا ننوّه بإدارة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على حُسن اختيارها لعنوان المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الإسلامية؛ (القدس، محور وحدة الأمة)، حيث يبدو وبشكل واضح أنّ القضية الأساسية التي ينبغي أن نُكرّس اهتمامنا لها هي القدس، وما تشهده من تحديات، سيّما وأنها المصداق الأبرز والعنوان لجمع شمل الأمة كما أنها بداية تمزيق الأمة.
ولطالما أشرنا إلى الفارق بين عنواني الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الذي يُعدّ عملٌ محضُ علميّ، من قبيل الفقه المقارن أو فقه الخلاف. أما العنوان الأول أي الوحدة الإسلامية فآلياتها مختلفة، وهي تتحقق عبر عناوين من قبيل: المقاومة، وقضية فلسطين والدفاع عن الأوطان...إلخ، حيث تعمل على موضوع جمع المشاعر ولمّ الشمل.
لذلك، أردتُ أن تكون ورقتي البحثية تحت عنوان: المنهج الوحدوي وموقع فلسطين في فكر الإمام الخميني(v). حيث قسّمت البحث إلى مقدمة وفقرتين وخاتمة؛ الأولى: تناولت فيها الحديث عن المنهج الوحدوي عند الإمام الراحل "v"، أما الفقرة الثانية فاختصّت بالحديث عن فلسطين في فكر الإمام، وقد تطرّقت إلى آخر فصول المؤامرة التي تُحاك ضد القضية الفلسطينية بل ضد الأمة أجمع. أما الخاتمة فهي دعوة وحث الشعوب على التغيير ودعوة العلماء إلى توجيههم ليكونوا صفاً واحداً مقابل عدو الأمة.
أولاً: المنهج الوحدوي عند الإمام الخميني"v"
في محضر الإمام الخميني، يحتار الإنسان ماذا يقول عنه، فكثير من عباقرة البشر ومفكريهم ينتهي الكلام عنهم ضمن دائرة خاصة أو في زمن محدد، بينما في شخصية الإمام الراحل، تتزاحم الأفكار، فتجد حالة التطابق والإنسجام التام بين فكره وسيرته، ودائماً هي في حالة تجدّد وتألّق كُلّما تجدد الزمن.
عندما نتحدث عن المنهج التقريبي عند الإمام الخميني، نجد له هذه الميزة التي اختصّ بها عن كثيرٍ من الشخصيات العلمية والفكرية التي ابتكرت مناهج وحدوية، حيث ينتهي الكلام عنهم ضمن دائرة خاصة أو في زمن محدد.
وهنا يُمكن لشخص الإمام الخميني، أن يكون عنواناً جامعاً لكلّ القوى والتيارات الفكرية والسياسية، والسرّ في ذلك أنّ السيّد الخميني تمكّن من خلال خياراته ومواقفه الواضحة، أن يكون محور اجتماع المسلمين ومحطّ آمالهم وطموحهم، فهذا الحضور القوي والجامع لسماحته في قلوب وعقول المسلمين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية، لم يأتِ من فراغ، أو نتيجة قيادة الدولة في إيران، فهناك قيادات كبيرة صنعت دولاً وأحزاباً وتيارات، وبقيت في دائرة الشك، فالمسلمون يريدون من قادتهم، تطابق أقوالهم مع أفعالهم، بينما وجد المسلمون في شخص الإمام الخميني، القائد الصلب الصادق المخلص، عميق الفكر، بعيد النظر، لاتهزّه العواصف، وجعل من خلع الشاه المقبور، ثورة في داخل كلّ فرد من المسلمين، وتمكنت هذه الدولة الإسلامية، أن تكون محط آمال وطموح وإجماع الثوار والأحرار، وبهذا اُتهمت الجمهورية الإسلامية، أنها تريد تصدير الثورة، ولم تفهم هذه القوى المناهضة، أو لا تريد أن تفهم، أنّ شعوبهم يتشوّقون إلى الحرية والكرامة، ويتطلّعون إلى يوم يتحقق فيه هذا النموذج في بلادهم. من هنا نجد أنّ الجميع استفاد من هذه الثورة المباركة وكلّ على طريقته، نعم في مقدمة هذه الآمال الإلتزام بالقضية الفلسطينية؛ حيث أنّ الإمام (رحمه الله)، جعل من هذه القضية المقدسة عنوان الثورة على نظام الحكم في إيران، ففي جميع خطبه ومقابلاته الإعلامية كان يدعو إلى وحدة الكلمة، ويحذّر من التشتّت ووجوب التوجه نحو تحرير قبلة المسلمين الأولى، واعتبر (قدسره) أنّ وجود الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، يُشكّل إهانةً كبرى لكلِّ هذه الملايين من المسلمين على امتداد العالم الإسلامي، مضافاً لما تشكّله هذه الغدة السرطانية من مخاطر على الثروات وعلى كرامة وعزة المسلمين.
من هنا ترسّخت شخصية الإمام الراحل في أذهان المسلمين، فلم يختلفوا عليه ولا حوله، وكان المعيار لهم في صحة خياراتهم، وميزاناً لهم عندما يختلفون على طريقة أدائهم، وكان كل فريق يشعر أنه الأقرب إلى سلوكه وإلى نمط تفكيره، وهذه الميزة لا تعود لهم، وإنما تكشف عن حقيقة هذه الشخصية التي كانت من الإستقامة والوضوح، بما لم يجعل أية فرصة لأحد بالتشكيك فيه أو التردّد بالإلتزام بخياراته.
والميزة الأخرى في شخصية الإمام (قدسره)، أنه جعل من إيران، قاعدة صُلبة لكل باحثٍ عن الحرية والكرامة، وعن الإلتزام بخط الممانعة، والسّير بنهج تحرير فلسطين، والدفاع عن المقدسات الإسلامية، واستطاع أن يُخرج الدولة الإيرانية من حدودها الجغرافية إلى كيانٍ إسلامي، يقف في وجه الكيان الغاصب لفلسطين، وهذا هو الذي أرعب الصهاينة الذين كانوا يُدركون منذ اليوم الأول المخاطر الحقيقية من هذه الثورة بقيادة الإمام الراحل. لذلك قال رئيس وزراء حكومة العدو، بعد انتصار الثورة: "إنّ زلزالاً حدث في منطقة الشرق الأوسط، ونخشى أن يكون على حساب الدولة العبريّة برمّتها".
هذا التقدير الإسرائيلي لمخاطر الثورة الإسلامية على (كيانهم) – من وجهة نظري– كان في محلّه، وتقديرهم صحيح، وعلينا أن نكون بمستوى هذا التحدي. وإذا كان هذا الكيان الإسرائيلي مع الراعي الأمريكي وحلفائه من العرب، قد شنّوا على إيران حرباً مدمّرة مدة ثمان سنوات، فإنّ السحر انقلب على الساحر وردّ كيدهم إلى نحورهم، ونهضت الجمهورية الإسلامية بالفكر المقاوم الجامع لوحدة المسلمين إذ لم تُميّز هذه الثورة بين المقاوم اللبناني والعراقي والفلسطيني واليمني وغيرهم..، فوقفت إلى جنب الجميع ودعمتهم ورعتهم.
ثانياً: فلسطين في فكر الإمام الخميني"v"
إنّ ما شاهدناه أخيراً من زياراتٍ علنيّة لوفودٍ صهاينة إلى دول الخليج، لم يكن مستغرباً من أنظمةٍ تدور في فلك الإستعمار وتمثّل الوجه الآخر له بنسختيه الأميركية والبريطانية.
إنّ هذه الممالك والإمارات والسلطنات في الخليج تعلم أنّ مدى القرب من إسرائيل يُعتبر المقياس الحقيقي لنيل رضا السيد الأمريكي، حتى أنهم اختلفوا فيما بينهم إلا على إسرائيل، التي تسابقوا فيما بينهم للتطبيع معها. وللأسف باتوا يضعون المبررات والحجج الواهية لهذا الإنفتاح والتطبيع؛ منها "تأمين الحماية" من الجار الإيراني!! مئات بل آلاف المليارات من بيت المال تُدفع إلى "السيد الأمريكي" وخضوعٌ وإذلال مستمرين بحجة الحماية الواهية.
إنّ هذا التسارع الأخير من قبل الأنظمة الرجعيّة في المنطقة تجاه إسرائيل، والذي أشار إليه نتنياهو – في تصريحٍ له – حيث اعتبر أنه "لا يجوز لنا أن نقلّل من قيمة الإنفتاح والتعطش المتواجدين في العالم العربي حيال إسرائيل"، هذا التسارع يبدو وكأنه مقدّمة لخطوة سعوديّة كبيرة مرتقبة، كتتويجٍ للحراك الخليجي، للإعلان عن حلفٍ مع العدو الإسرائيلي، في مواجهة إيران وحلفائها في محور المقاومة. وهذا ما تفسّره هوية الوفد المرافق لنتنياهو إلى عمان؛ والذي ضمّ: رئيس الموساد ومستشار الأمن القومي والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة وغيرهم.. وهذا له دلالاته في السياسة، حيث يؤشر إلى الهدف الحقيقي والفعلي وغير المعلن من الزيارة المشؤومة.
من هنا، لطالما وجّه الإمام الخميني الأمة الإسلامية – كما أسلفنا - نحو القضية المحورية؛ قضية فلسطين، معتبراً إياها القضية الأساس والمركزية التي يمكن أن تلمّ شملَ هذه الأمة الممزقة والمنقسمة على ذاتها بعد أن أصابها الضعف والوهن والتشرذم جراء التآمر عليها من قبلِ حفنةٍ من الصهاينة عاونها على ذلك مجموعة من الحكام والملوك والأمراء والرؤساء من داخل دول المسلمين. فكان هذا التآمر على رأس الأسباب للنكبة الكبرى التي أصيبت بها الأمة الإسلامية، من ضياع فلسطين وانقسام الأمة وتبعيّتها وتضييعها للبوصلة الحقيقية ولعوامل تشخيص الصديق والعدو والحليف على ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
إنّ فلسطين من وجهة نظر الإمام الخميني، هي بوابة عبور الدول الغربية إلى المنطقة، لمواجهة الإسلام ونهب ثروات المسلمين، من هنا هي نفسها تصلح لتكون النافذة التي تضع حداً لهذا الغرب على قاعدة (لا ينتشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال).
يقول الإمام الراحل (v): "على الجميع أن يعلموا أنّ هدف الدول الكبرى من إيجاد إسرائيل لا يقف عند احتلال فلسطين، فهؤلاء يخططون – نعوذ بالله – للوصول بكل الدول العربية إلى نفس المصير الذي وصلت إليه فلسطين".
والأخطر في التطبيع هو تصفية القضية الفلسطينية بلا أثمان، وهذا ما يؤكد عليه نتنياهو: "إعتقدنا دائماً أنه لو حللنا مشكلة الفلسطينيين فستفتح الأبواب أمام السلام مع العالم العربي. لكن ربما صحيح أيضاً، وربما أكثر أنه لو انفتحنا إلى العالم العربي وطبّعنا العلاقات معه، فهذا سيؤدي إلى إمكانية السلام مع الفلسطينيين".
من هنا، نجد الإمام الراحل في مئات من الخطب والمقالات يحثّ على وحدة المسلمين ووحدة الكلمة ومواجهة العدو الإسرائيلي، والتحضير لتلك المواجهة، وهنا سوف أعرض في خدمتكم نصاً له "v"، وممّا قاله: ... فآية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" فإنها تدعوهم إلى تشكيل حكومة إسلامية، توفّر الإستعدادات الواسعة والتهيؤ الكامل لمواجهة هؤلاء الطغاة، وحينها لن تتجرأ حفنة من اليهود على احتلال فلسطين وتخريب المسجد الأقصى، دون أن تستطيع جموع المسلمين من اتخاذ الإجراء الفوري، فلو كان حكام البلاد ممثلين حقيقيين للناس، مؤمنين بأحكام الإسلام، وواضعين الإختلافات جانباً، كافين أيديهم عن التخريب والتفرقة متحدين فيما بينهم، لما استطاعت حفنة من اليهود الأشقياء من عملاء أمريكا والإنكليز وسائر الأجانب أن يفعلوا كلّ هذه الأفاعيل مهما كان الدعم الذي تقدمه أمريكا وغيرها، وكلّ هذا بسبب تهاون وعدم لياقة المتصدين للحكم على الشعوب المسلمة.
فإذا كان المسجد الأقصى هو البداية في نشر الدعوة الإسلامية، والذي جمع مشاعر المسلمين على عبادة الله تعالى والإلتزام بهذا الإسلام، فسيبقى هذا المسجد هو العنوان الجامع لوحدتهم والعلة المباشرة للإبقاء على باب الجهاد مفتوحاً أمامهم، فالإمام هو من العلماء القلّة الذين حملوا هذه الراية بكلّ جدّ ومسؤولية، وكان من المجوّزين لصرف سهم الإمام على القضية الفلسطينية، بل ذهب أبعد من ذلك، عندما جعل عنوان الثورة في إيران وإسقاط الشاه هو المعبر الأساسي لتمكين الأمة من إعادة مسك زمام المبادرة، واستنهاض قواها لمواجهة هذا الكيان الغاصب.
من هنا فإنّ الإمام الراحل "v" الذي عاش جميع آلام هذه الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي جعلها أكبر همّه؛ فكانت في كل بصيرته وبصره، فلم يكتفِ بالشعارات لدعم هذه القضية بل وقف مقابل كل هذا العالم المستكبر وعلى رأسه أمريكا "الشيطان الأكبر" كما يصفها، وتحمّل ما تحمّل، وإلى الآن مع كل هذه العقوبات وهذا الحصار وهذه الحروب بأشكالها الصلبة والناعمة على الجمهورية الإسلامية، فقط وفقط لأنها تدعم وتُناصر القضية الفلسطينية وتُعادي إسرائيل.
وفي الختام:
"إنّ تحرير القدس، وكفّ شرّ هذه الجرثومة الفاسدة عن البلاد الإسلامية هو في الأساس واجب كل المسلمين". إنطلاقاً من هذه المقولة للإمام الراحل، وعلى الرغم من كل هذا المشهد السوداوي والمأساوي الذي نراه في المنطقة، يبقى الأمل في الشعوب العربية والإسلامية التي تعشق القدس وتحنّ إلى ربوعها ويستفزّها ذلك المشهد العار؛ من تدنيس الوزيرة الصهيونية لبيتٍ من بيوت الله في الإمارات، لذا فإنّ هذه الشعوب كانت ولا زالت تتطلّع إلى القيادات أصيلة الإنتماء وليس الخائنة، تتطلّع إلى القيادات الصادقة في علاقتها مع حقوق الأمة، التي تعيش آلام الأمة وتشعر بها.
والحل يبدأ من أنفسنا؛ من داخل كل نفر منا "لا يغيرُ الله ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم". وهنا يبرز دورنا كعلماء دين ومبلغين لتوجيه الناس وحثّهم على التغيير. فبالعزيمة والإرادة والتكاتف والتآزر فيما بين شعوب الأمة، وأولاً عبر الإتكال على الله عزوجل، يتمّ الخروج من حالة الضعف والهوان للوقوف مقابل العدو المشترك الواحد "أمريكا وإسرائيل".
وإن شاء الله فإنّ محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية سوف يُسقط هذا القرار الظالم والمشروع الخطر على القضية الفلسطينية وعلى الأمة العربية، في إطار ما يُسمّى بـ "صفقة القرن"، وإنّ العمود الفقري لتحقيق هذا الهدف السامي، من مواجهة هذا الوحش القادم من وراء البحار، لا يتحقق إلا بوحدة المسلمين، والتقريب بين المذاهب الإسلامية. وهذا المؤتمر الكريم برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، هو إحدى المحطات الأساسية في تحقيق هذه الوحدة المباركة للمسلمين.
وأما أولئك المتآمرون الرجعيون الذين حوّلتهم إسرائيل وداعموها إلى عبيدٍ ودُمى بأيديها، فلا مكان لهم في زمن العزة والكرامة والإنتصار، وسيذهبون إلى مزابل التاريخ حيث لا يذكرهم ذاكر، وحيث مكان الخائنين والسفلة.
"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته