التقريب بين المذاهب بين الواقع والمأمول

التقريب بين المذاهب بين الواقع والمأمول

التقريب بين المذاهب 
بين الواقع والمأمول

 

أ.د جعفر عبد السلام
الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية

 

مقدمة: 
 تجتاز أمتنا الإسلامية حلقة جديدة من حلقات الصراع الذي يخبو حيناً، ويشتد أواره أحيانا، بين عالمنا الإسلامي والعالم الغربي، وهو صراع متعدد الرؤى، والتداعيات السلبية الكثيرة.. والتي تعكس آثارا متنوعة على واقع الأمة الإسلامية مما يعوق مسيرتها ويقف حجر عثرة في سبيل انطلاقها ونهضتها وتحقيق أهدافها في حياة مزدهرة وناهضة.
 وفي ضوء هذا الواقع وفي مواجهة هذه التحديات العولمية المتصاعدة، تنشأ الضرورة لتكوين الجبهة الإسلامية المتماسكة التي تنبذ الصراعات البينية، وتحقق التآلف والتآزر وعلى الأقل التنسيق والتكامل والفهم المتبادل....
لذلك فإن مؤتمركم (التقريب بين المذاهب الإسلامية) يكتسب أهمية خاصة، من حيث توقيت انعقاده في ضوء هذه التحديات المعاصرة والمواقف الغربية التي تنم عن تربص بالأمة الإسلامية، ومحاولة النفاذ لها من خلال ثغرات قائمة أو متوهمة في عالمنا الإسلامي... 

الأساليب الفكرية العملية
لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية
 لا شك أنه من القضايا الحيوية  للمسلمين اليوم في كل مكان، قضية التقريب بين المذاهب الإسلامية وبخاصة بين المذاهب الشيعية والمذاهب السنية لعدة أسباب أهمها:
1- أن الخلاف بين الشيعة والسنة مضى عليه وقت طويل ولم يكن الخلاف في هذا الوقت إيجابيا في معظم فتراته؛ بل ساده الكثير من المشكلات التي أثرت سلبا على هذه العلاقات  وبالتالي أثرت على مسيرة العلاقات في العالم الإسلامي بشكل عام.
2- أن المجتمعات الإسلامية بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة تتجه للحوار مع الآخر، والتفاهم معه على أسس للتعايش السلمي، وللتعاون على ما فيه المصلحة للجميع، وليس من المعقول أن يتم التفاهم والتعاون والتعايش المشترك مع فريق من المسلمين دون فريق آخر.
3- إن فريقاً من المسلمين الذين يعيشون في مساحة واسعة من العالم يتركز في الشرق أساسا، قد حاز تقدما ملحوظا في جميع شئون الحياة، ومع ذلك لم تحاول المجتمعات المسلمة الأخرى التي تعتنق المذاهب السنية أساسا، أن تتجه للتعاون الجاد معها.
  لقد قامت رابطة الجامعات الإسلامية بعقد مؤتمر في شهر يناير الماضي 2011 عن الجامعات الإسلامية والاتجاه شرقا، بهدف متابعة التقدم الذي أحرزته الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية في هذه المناطق، الهند وباكستان وبنجلاديش، وتايلاند وسنغافورة، وهى دول وشعوب لا يسود في بعضها الإسلام، إلا أنها أحرزت تقدما في جميع المجالات العلمية والعملية وعلى سبيل المثال قامت بنجلاديش عن طريق أحد رواد البنوك بتأسيس بنك للفقراء يساعد كثيرا على إعادة توزيع الدخل، ونيل الفقراء من هذه الشعوب نصيب من دخل الدول التي يعيشون فيها، فهذا تقدم على مستوى نظري وعملي لحل مشكلة الإنسانية الأزلية، مشكلة توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء فالهند تحرز تقدما رائعا في مجال البرمجيات وحاز شعبها قدرات تكنولوجية في مجال حزم البرامج على وجه الخصوص، مما جعل العديد من الدول في أمريكا وآسيا تستقدم العمالة منها في هذه المجالات، وتقود الصين ثورة صناعية جديدة لا تقتصر على نوع واحد من الصناعات؛ بل تشمل كافة مجالات وأنواع الصناعات،وكذلك الزراعات مما نتج عنه وفرة في الإنتاج، بأسعار لا يمكن منافستها وكل هذا التقدم قامت به مؤسسات بحثية في الصين، وفي نفس الوضع بالدول الآسيوية التي تشكل النمور الخمسة أو السبعة في الاصطلاح الاقتصادي الحديث.
 ولا ننسى ما تم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من حصولها على تكنولوجيا الطاقة النووية، وعما قريب سيتم تخصيب نسبة كبيرة منها مما يوصلها إلى استخدام الطاقة النووية في توليد الطاقة والاستفادة الكبيرة منها، وسوف نحاول في هذه الورقة أن نقدم تصورا لأهمية ووسائل قيام حوار فكرى وعقلي يؤدى إلى التقريب بين المذهبين الشيعي والسني، وما هي أهم الآليات العملية والوسائل التي يمكن أن تحقق هذا الهدف، (التقريب بين المذاهب) وما هى الآثار التي يمكن أن تنتج عنها.

الأساليب الفكرية والعملية لتحقيق التقارب:
أولاً: اللقاءات العلمية:
 ويمكن أن تتخذ هذه اللقاءات أشكال متعددة، مثل المؤتمرات والندوات وورش العمل، مما تعرفه مختلف الجامعات والمؤسسات العلمية وتمارسه على أرض الواقع.
 ويجب أن يتم الإعداد لها بعناية من حيث الأهداف المبتغاة من اللقاء، والمحاور التي يجب أن يدور حولها اللقاء، والأشخاص الذين سيسهمون في اللقاء، كما يجب إنشاء هيئات تقوم على تنفيذ ما يسفر عنه هذا اللقاء.
 ويقوم الإعلام بمختلف صوره بالإعلان عن اللقاء، ويجب أن تتخذ أمانة الملتقى كافة الإجراءات التي تسهل لوسائل الإعلام المختلفة تغطية اللقاء.
 وفي استطاعة وسائل الإعلام الحديثة مثل الانترنت والهاتف المحمول لعب دور حيوي في الإعلان عن اللقاء، سواء في مواقع الانترنت المختلفة أو الفيس بوك، وتويتر....إلخ.
 ويمكن أيضا نشر التوعية عن طريق استخدام المحمول ورسائل SMS وفي الإعلان عن اللقاءات بمختلف الصحف والمجلات العلمية.
 وأعود فأقول إنه لا يمكن أن يحدث تقارب مذهبي إلا إذا تعرف كل طرف على مذهب الآخر جيداً وعلى النقاط المشتركة التي تجمع كل منهما مع الآخر وأيضا على النقاط التي تباعد بينهما.
 وأعتقد أن مجمع التقريب من أفضل الأماكن التي أسهمت في تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تعقد في طهران سنويا، وينبغي أن تعقد في أماكن أخرى من العالم الإسلامي؛ لذا أقترح أن تستضيف المؤتمر دول أخرى تعلن عن ذلك في كل مؤتمر حتى تنتشر فكرة التقريب في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
ثانياً: إنشاء مؤسسات للتقريب
 يوجد مجمع للتقريب في طهران يعقد سنويا مؤتمرا للوحدة الإسلامية ويشارك فيه عدد كبير من المهتمين بقضية التقريب، والأمل معقود على هذا المجمع في الدعوة إلى التقريب حتى تتحول من النظر إلى التطبيق.
 وكان قبل هذا المجمع في القاهرة مجمع حمل اسم جماعة التقريب، وظل يؤدى رسالته نحو عشرين عاما، ولكنه توقف عن العمل لوفاة معظم أعضائه.
 ولا مراء في أن مثل هذه المجامع تنهض بدور حيوي في التقريب، إذ توضع وسائل لها أهميتها في تحقيق ذلك، منها: تدريس المذاهب الفقهية، ففي الأزهر كان يدرس المذهب الجعفري والمذهب الزيدي لفترة من الزمن، ولكن لم تعد تدرس الآن لأسباب غير معروفة.
 على أن هناك محاولات جادة لعودة مجمع القاهرة، فمازال مقره في منطقة الزمالك، ولعل الإجراءات تنتهي بعودة هذا المجمع.
 إن هذه المؤسسات التقريبية يمكن أن تؤدى رسالتها على أكمل وجه إذا يسرت الدول الموجودة بها عملها وتيسر الإعلان عنها.
 كما يجب أن تضم علماء من مختلف المذاهب حتى يسهل الالتقاء والتعارف، كما يجب أن يكون لها جداول أعمال وخطط للعمل سنوية وشهرية وأسبوعية، حتى يتم تنفيذ الأهداف التي تقرر في أنظمتها الأساسية ولوائحها التنفيذية.
ثالثاً: البعد عن النشاط الدعوى بين المذاهب
 يجب الاقتناع بضرورة البعد عن النشاط الدعوى بين أصحاب المذاهب، لأن أتباع المذاهب عندنا في الإسلام ولله الحمد، كلهم على عقيدة واحدة هي عقيدة الإسلام والاختلافات بينهم ليست جوهرية، وأستطيع القول بأنها في الفروع ولا تتعلق بالأصول ودعنا من الاختلافات بين المذاهب السنية، فهي لم تعد الآن تشكل مشكلة، لكن الخلافات بين المذاهب الشيعية والمذاهب السنية تشكل مشكلة منذ زمن بعيد، ومع ذلك فلا ينبغي أن يدعو أحد منها أصحاب الآخر أن يخالفوا المذهب الذي يعتقدون فيه ويتبعوه، وهذا ما أتفق عليه في مؤتمر التقريب الذي عقد في قطر منذ سنوات وأعلن هذا الرأي الشيخ يوسف القرضاوى المفكر الإسلامي المعروف فأيده المؤتمر وأنا أرى التمسك به بقوة لأن الدعوة إلى أي مذهب تثير مشكلات عديدة وتجعل الحكومات وأصحاب المذهب السائد في الدولة يقاومون هذه الدعوة وإذا كنا نؤمن بوحدة  الدين الذي نتبعه، وهو الإسلام، فلماذا نفترق ويريد كل منا أن يفرض مذهبه على الآخر، إننا من هذا المنبر المهم نرجو أن نكف عن الدعوة إلى أي مذهب طالما أن المسلم يتبع مذهبا. دينيا صحيحا،كما يجب علينا البحث عما يجمعنا ويوحدنا معاً والبعد عما يفرقنا ويشعل الفتن و يؤجج المشاعر ويزيد من هوة الخلاف بيننا.
رابعا: على أصحاب كل مذهب دراسة أصول المذهب الآخر
  وهذه من أهم وسائل التقريب فبدون دراسة أصول كل مذهب لا يمكن أن نعرف ما يفكر أصحابه فيه وفي المذاهب الأخرى.
 أما دراسة أصول المذهب فهي تمكن كل صاحب مذهب من معرفة ما يتفق فيه مع الآخر، وما يختلف، والواقع أن الأصول بين الشيعة والسنة لا تختلف كثيرا، وربما يكون الخلاف الرئيس في فقه الإمام وأصول الحكم، وهى مسألة أتصور أن الفروق فيها قلت بعد ظهور الإمام الخميني ووضعه مذهب ولاية الفقيه وكذلك هناك اتفاق بين المذاهب السنية على أن الخلافة في قريش، وعموما في الظروف التي تعيشها الأمة الإسلامية الآن فإن هناك شبه اتفاق على أن من حق الأمة في كل دولة أن تختار الأفضل ليحكمها، أما الفروع الفقهية الأخرى مثل زواج المتعة، فمن معرفتي الوثيقة لكبار رجال المذهب الشيعي، أرى أنهم يبيحون هذا الزواج دون ممارسة واسعة له، وقد درس الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي المذاهب الشيعية والسنية في الأصول وأخرج كتاباً بعنوان (( مدخل  لعلم الأصول)) نشرته رابطة الجامعات الإسلامية بين فيه: كيف تتفق المذاهب السنية والشيعية على أصول واحدة وأوضح فيه الخلافات اليسيرة بين المذاهب السنية وتلك الشيعية.
 إن بيننا مذاهب سنية كثيرة تختلف في أمور هينة وتتفق على الأصول، والمذاهب الشيعية تختلف بينها ولكن الأصول الفكرية واحدة، وإذا خصصنا جلسات عمل لبحث هذه الأمور فإننا سنلحظ قلة الفروق وسننتهي إلى التقريب فعلاً بين المذاهب.
خامساً: تنقية الكتب
 تنقية كتب كل مذهب من الكتابات التي تهاجم المذهب الآخر، وتذم أصحابه. وللأسف نجد هذا شائعاً في العديد من المؤلفات؛ بل نجد أن الأمر قد تجاوز المكتوب وأصبح في المنطوق، بل إن الكثير من الكتب تتجرأ على سب الصحابة وقذفهم بأبشع الصفات ومعروف أن سب أبي بكر وعمر والسيدة عائشة لغة دارجة في الكثير من الكتب الشيعية كما كان شائعاً السب على المنابر قبل الإمام الخميني، ولا أعتقد أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه اتخذ أي مسلك يؤدي إلى ذلك، بل على العكس، المعروف عنه توقير كل الصحابة ومنع الإساءة إليهم. وليس هنا عرض مناقب الإمام علي وأفضاله على المسلمين وقربه من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ العلم عنه، ولا أنسى تلك الكتب والكتابات التي كتبت عن الإمام علي رضي الله عنه، من أمثال (عبقرية الإمام) للعقاد، وعلي وبنوه لطه حسين، وكذلك كتابات عبد الرحمن الشرقاوي. لقد أعطى هؤلاء الرجال لعلي بن أبي طالب بعض قدره وكتبوا عنه بمحبة واستفاضة، طبعاً لم يوفوه قدره، لكننا جميعاً قد تفتحت عيوننا على هذه الكتابات الرائعة التي عرفتنا بفقه الإمام وبسيرته وبمناقبه وعلينا أهل السنة وأهل الشيعة أن نجتمع معاً في جلسات عمل مطولة نبحث فقه هؤلاء الأئمة الأعلام: أعلام السنة وأعلام الشيعة من الفقهاء على وجه الخصوص، لعلنا نخرج  بموسوعة أعلام الفقه الإسلامي من السنة والشيعة، وسيكون لهذه الموسوعة أهميتها الكبيرة للتعريف بالفقه والجهود المبذولة فيه قديماً وحديثاً. وعلينا أن نفهم سنة وشيعة أن خلافاتنا تكمن فى ماضينا وحاضرنا ممزق والمستقبل يحتاج إلى وحدتنا واتفاقنا معاً.
 وبعض التعريف بالفقه الإسلامي بشكل عام وبيان ما اتفق فيه الفقهاء وما اختلفوا فيه من المذهبين الكبيرين ولاشك أن ذلك سيتيح التعريف بالمذاهب الفقهية والتقريب بينه.
سادساً: استخدام الإعلام كوسيلة رئيسة للتقريب:
  ولاشك أن للإعلام دوره المهم فى التقريب بين المذاهب ويجب أن يستخدم بشكل جيد لأداء هذا الدور. والرسالة الإعلامية يجب أن تحمل مضموناً قوياً للتقريب، لذا يجب أن تكون صادرة من المجمع، سواء في مقره بطهران أم من المجامع الأخرى التي يجب أن توجد في العواصم الإسلامية الرئيسة مثل: القاهرة وبيروت ودمشق وباكستان وتركيا وغيرها.كما  يجب الإعداد لاستقبال هذه الرسائل الإعلامية الرئيسة في كل أنحاء العالم. أما المضمون الذي يتوافر في الرسالة الإعلامية فيجب أن تتوافر فيه العناصر الآتية:-

 الوسطية:
 وتعنى الوسطية أن تتخذ الرسالة نقطة وسط بين الأفراد أي يبتعد عن التشدد ويبتعد كذلك التسيب، فكما هو معروف فإن الوسط نقطة بين هذين الأمرين، فيجب ألا نلتقط كل ما يدعو إلى الشدة من الأحكام الشرعية، ويجب أن يفهم القائمون على الرسالة الإعلامية أنه ما شاد الدين أحد إلا غلبه، فحياتنا الآن قد تغيرت عن العصور الماضية، ومن ثم يجب أن تغاير الرسالة الإعلامية ما استجد وما يستجد في حياتنا،ويجب كذلك ألا ندعو الرسالة إلى التفريط في أمور الدين، فكل ما يحيط بنا من ظواهر تبدو مخيفة، إعلام متفلت يحلو له أن يظهر العورات وأن يفتن الناس بإظهار العورات  ودغدغة غرائز الشباب. أقول إن الدين الحنيف يضع الخطوط الواضحة للرسالة الإعلامية، فما يحرمه الدين ينبغي أن يمنع، وما يحله ينبغي أن يسمح به، ويجب على العقل المسلم أن يبدع من الرسائل ومن رسائل الإبهار ما يتفق مع حقائق الدين الإسلامي لقد كان الفن الإسلامي يهتم بإظهار روح الإنسان والحيوان والطيور والتزيين بها، وبعدما ألم الفنان المسلم بالأحكام المحرمة من هذه الوسائل ابتدع التزيين بأوراق النبات، وأنتج فنا رفيعا، هو فن الجرافيك، والفسيفساء، وهكذا التزم الفنان المسلم بأحكام الشريعة وهذا الفن الرفيع، يتعامل مع الطبيعة والإنسان بشكل يجسد حاجته ويحسن استغلال الحياة المعاشة لصالحه.

العالمية:  
 فالإسلام دين عالمي، حيث أرسل رسولنا إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا، وبالتالي فيجب أن تكون الرسالة حاملة لهذا المضمون سواء في البرامج أو في المنوعات والدراما، ويجب أن تستعين بفنون الصوتيات والمرئيات، لتحقيق هذا الغرض، إن قوام الرسالة الإعلامية في التليفزيون والسينما هو الإبهار بالصوت والصورة، كما يجب أن تتحد الحكومات والشعوب الإسلامية في إنشاء شركات للإنتاج المشترك لمثل هذه الرسائل الإعلامية      
 وإنني أقترح على الحكومة الإيرانية أن تقدم برامج واضحة في هذا المضمون إلى منظمة المؤتمر الإسلامي  وإلى منظمة الإذاعات الإسلامية تتضمن هذه الأفكار أو غيرها من الأفكار التي تقوى الرسالة الإسلامية الإعلامية وتجعل لها قوة ومصداقية.

 الموضوعية والوضوح:
 كما يجب أن تتوخى الرسالة الإعلامية الإسلامية، الموضوعية والوضوح، وتعنى الموضوعية عدم الانحياز إلى الجانب الإسلامي بدون دليل، ويجب أن تقدم كل فكرة برهانها ودليلها.
 التنوع:
   يجب أيضا الاستفادة من كل وسائل الجذب الإعلامية في الدراما أو الحيل السينمائية أو في الجرافيك غيرها والحمد لله أن الفيلم الإيراني صار له مكانته بين الفنون العالمية وكسب العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، دون إسفاف ودون اللجوء إلى ابتزاز المشاهد بالمشاهد الفاضحة والمثيرة مما أعطى درسا للسينما الإعلامية ولاسيما الدول الإسلامية؛ لكي تحقق أهدافها دون اللجوء إلى هذه الوسائل.
 إن الأوان قد آن لإنتاج رسالة إعلامية للدول والشعوب الإسلامية تتميز بالإبداع وتبعد عن الإسفاف.
إنشاء معاهد علمية تتخصص في دراسات التقريب:
 ومن الممكن أن تبدأ معاهد التقريب في طهران بهذه الخطوة، والمسألة يتوقف حلها على الإعداد الجيد للبرامج واستخدام الوسائل العلمية لبث روح التقريب، في الكوادر التي تتلقى العلوم.
وتحتاج هذه المعاهد إلى المشاركة في إعداد البرامج وتقديمها بطريقة جذابة.

التكامل بين السنة والشيعة:
 إن السنة والشيعة تجمعهما الأصول الإسلامية، ولا يجوز أن تفرق بينهم القضايا الفرعية والاختلافات الجزئية، وينبغي أن يسود بين الجميع روح الأخوة الإسلامية والتي تفرض على الأمة التعاون والتكامل والتناصر، فذلك سبيل لوحدة عملية تكفل للأمة القوة والعزة، وتحقق لها مستقبلا مزدهرا في مختلف المجالات العلمية وغيرها.