أثر البناء الفكري للمرأة الفلسطينية في مواجهة تحديات إستراتيجية الإبادة للعدو الصهيوني

أثر البناء الفكري للمرأة الفلسطينية في مواجهة  تحديات إستراتيجية الإبادة للعدو الصهيوني

 

أثر البناء الفكري للمرأة الفلسطينية في مواجهة  تحديات إستراتيجية الإبادة للعدو الصهيوني

 

أ.د. وجدان فريق عناد[1]

أ.د. ستار جبار الجابري[2]

 

      الملخّص:

المرأة الفلسطينة لايمكن مقارنتها بغيرها من النساء وليس من العدل والأنصاف أن تقارن بمثيلاتها عبر التاريخ . ليس لكونها تملك  صفات جسمية أو عقلية متفوقة على غيرها من بنات جنسها بل

تفردها يأتي من كونها مرأة تعيش كل يومها  بصعوبة بالغة تفتقر إلى كل مكونات الحياة البسيطة ، ولعل  في مقدمتها فقدان الأمن والأمان  فحالة الحرب الدائمة مع عدو تاريخي يمتلك كل وسائل التفوق ، والحالة النفسية الصعبة فهي تعلم منذ لحظات ولادة أبنها أن مصيرهم السجون والاعتقال والبطالة أو الاعاقة تحت تأثير ماكنة الحرب الدائرة ، وهي كزوجة تعلم قصر يد زوجها مع أرتفاع  تكاليف الحياة والأصعب توفير متطلبات العيش اليومية في بلد الحياة الأقتصادية مدمرة فيه والبطالة منتشرة .

عليها أن  تقوم بتلك المسؤوليات جميعا ، ولاسيما في ظل غياب الأب الذي يكون غيابه قسريا باستشهاده  أو أعتقاله أو تعرضه للعجز والأعاقة بتأثير اسلحة العدو أو فقدان فرص العمل المحدودة . وهذا عب ثقيل  فهي المعيلة  لتلك الأسرة بما تملكه من مؤهلات تؤهلها للعمل وفق امكانياتها ، للحصول على أجر مهما كان بيسط . فضلا عن العزوف عن الزواج عند معظم البنات فهن يشعرن بالمسؤولية أتجاه أسرهن وقضية بلدهن. فبينهن الشهيدات والمعتقلات والمشاركات في المظاهرات  والمواجهات  ضد العدو الصهيوني

بأختصار أن الظروف العامة التي تعيشها المرأة الفلسطسنة وهي محاطة بكل أنواع الضغوط ، لم تجعل منها مرأة منكسرة يأسه ضعيفة محطمة  باكية أمسها ويومها ومستقبلها .بل العكس  فهي المنار الذي حفظ فلسطين التاريخية في ذاكرة الأجيال ، وغرست في نفوس أبنها مبادئ الجهاد والتضحية ، والأمل بالمستقبل  وأن كان بعيد فهو قادم بعودة الأرض والعودة إلى الديار ، حريصة أن يكون حديثها حامل لبراعم التفأول ورسم صورة جميلة عن بلدها وقريتها ومدينتها وبيتها ، تحتفظ بذكريات مادية ومعنوية، يشعرها الأبناء بنبراتها وتقاسيم وجهها. التي تعكس أصرارها على حفظ الهوية الوطنية الفلسطينة لمواجهة السياسة القمعية التي اتبعها العدو من اجل طمس الهوية الفلسطينة  فقد أدركت أهمية دورها  بذلك  لأدامة مسيرة النضال  من خلال الذاكرة والتاريخ الشفوي والتعبير الفني كالغناء والتطريز والحياكة.

ولابد لنا من طرح سؤال كيف تمكنت تلك المرأة من القيام بكل تلك الأعباء والمسؤوليات الصعبة  في ظل تلك الظروف القاهرة .هذا ما ستحاول الدراسة البحث فيه  من أجل الوقوف على الركائز الفكرية التي كانت تستمد منها تلك المرأة قوتها؟

كلمات مفتاحية :  البناء الفكري ، المرأة ، فلسطين ، إستراتيجية ، العدو الصهيوني

  [1]- مركز احياء التراث العلمي العربي/ جامعة بغداد

[2] - مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية / جامعة بغداد