عدم فاعلية وسائل الدعوة الدينية في العالم الإسلامي

عدم فاعلية وسائل الدعوة الدينية في العالم الإسلامي

 

 

عدم فاعلية وسائل الدعوة الدينية في العالم الإسلامي  

 

 

                                                                              حاجة حواء باري

                                                    رئيسة المكتب الإداري لجمعية الكوثر لنشر الإسلام للأخوات

                                                                     في غينيا – كوناكري – 2015 م

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير خلقه والداعي إلى الحق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين من اتبعهم نجا ومن تخلف عنهم غرق وهوى وعلى أصحابه المنتجبين الأخيار ومن اتبعهم  بإحسان إلى يوم الدين

     الدعوة الدينية في الإسلام من الواجبات الأساسية التي أمر الله  بها سبحانه وتعالى بقوله تعالى ( أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) سورة النحل - 125 ، وقوله تعالي (ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون  ) آل عمران - 104

     بهده الآيات أمر الله سبحانه وتعالي بالدعوة إلي سبيله ، وذكر من خلال ذالك أسلوب الدعوة التي دعا إليها وهو:

1-   بالحكمة .

2-     والموعظة الحسنة.

  وجعل من أهداف تلك الدعوة النبيلة الناجعة والناجحة إيصال الناس المدعوين إلي الخير فالدعوة بالحكمة تتطلب من الداعي أن يحصل على علم وإيمان وتقوى ومعرفة الحكمة ، وتمكنه بالدعوة إلي سبيل ربه بالحكمة المطلوبة التي تؤثر في المدعوين وتبنى وتؤسس ما ينفع الجميع ، وكذالك الموعظة الحسنة تحتاج إلي أن يكون الداعي حسن النية بحيث يريد الخير والسلامة للناس جميعا ويحمل المحبة والرأفة لبني جنسه فشعورهم منه بهذه الروحية الطيبة التي يحملها ويعيشها للناس يجعل موعظته مرحبة بها مقبولة عندهم .

    ومن أهداف الدعوة إلي الله إيصال الناس إلي الخير "أمة يدعون إلي الخير" فالخير هو ما يسعى إليه كل إنسان يعيش إنسانيته ويعمل لتحصيله ، فهذا هو الدين الإسلامي الذي يدعوا إلي الخير لجميع الموجودات وخاصة الإنسان بأسلوب حكيم لين ، وبموعظة حسنة تحسن حياة الناس للدنيا والآخرة .

 

   عدم فاعلية وسائل الدعوة الدينية فى العالم الإسلامي

   أما إذا لاحظنا أسالب الدعوة لأكثرية الدعاة إلى الدين الإسلامي نجد ها إما منفرة ، أو مفرقة ، أو مضللة...

-          فالدعوة المنفرة من الدين هي التي تشدد الدين وتحجره وتجعله غير صالح لحياة الحضارة والتقدم ، وهى التي تدعوا إلي التسليف ورفض التحضُّر والتقدم وأنه لابد أن يعيش المسلم في القرن الواحد والعشرين"21" كعيش القرون الأولي ... والجيل الجديد لا يرتضى بهذه الأفكار بل يرفضها لأنه لا يتماشي مع الدين والعقل.

-         والدعوة المفرقة بين المسلمين هي الدعوات التي تدعوا إلي سبيل المذهبية والطائفية والقومية والحزبية بدلا من الدعوة الى سبيل الرب الرحمان"أدع إلي سبيل ربك" لا إلى سبيل غيره ، فهكذا دعوات تفرق بين الناس وتشرذمهم ويتعصب الكل إلي ما دعي إليه وان كان على باطل.

-         وأما الدعوة المضللة فهي التي تغير تعاليم الإسلام ويحرف أهدافه ، كالدعوات التكفيرية ، تكفير المسلمين بآراء خاصة لمرتئيها ولا أساس لها من الصحة ، وتحريف مفاهيم الجهاد في الإسلام إلي قتل المسلمين الأبرياء والتمثيل بهم, وغيرها من المفاهيم التي غيروها والبدع التي ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان.

         وهذه أساليب لا توجد الفعالية المطلوبة من الإسلام للدعوة المؤثرة بل فعاليتها تكون سلبية تسبب الضرر للإسلام والمسلمين ، مع أن المنفعة هي المطلوبة.

       وعليه فعلى الجهات المعنية كالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب العمل الموسع لإبراز نموذج للدعوة الفعالة والناجحة للمسلمين الذين يعيشون مسئوليتهم في الدعوة ويحملون همومها وغمومها ، وأعتقد أن هذا الاجتماع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب من هذا القبيل.

   وأخيرا اشكر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية لإتاحة الفرصة لي أن أشارك بهذا القليل ، أسأل الله العلي القدير لكم دوام العافية التوفيق .