حول الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي

حول الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي

  

حول الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي

مقتبسة من ملزمة خطورة المرحلة للسيد الشهيد/ حسين بدر الدين الحوثي

 

أمل الماخذي- اليمن

 

المحور الثاني :العوامل المولدة للأزمات

جذور الأزمة في الشرق الأوسط

الحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطاهرين.

نحن في هذه الفترة الأخيرة كما نعرف جمعيا نعيش وضعية تجلب فيها خطورة بالغة ,وتكشفت فيه مخاطر جسيمة, خطورة على الإسلام والمسلمين ,وعلى ما تبقى من الإسلام, وما تبقى من المسلمين في الواقع .

فعندما نسمع أن هناك خطورة بالغة ’ هناك هجمة شرسة ضد المسلمين والعالم الإسلامي فإن المسلمين هم أنا وأنت, وأمثالنا في مختلف بقاع البلاد الإسلامية.

عندما نرى الأحداث الكثيرة تدور من حولنا ضد الإسلام والمسلمين, ثم لا نلتفت التفادة جادة, ولا نهتم, ولا نفكر, ولا نستشعر الخطورة, ولا نبحث عن حل, ذلك يعني أن الأشياء بالنسبة لنا مجرد عناوين فقط, سواء نسميه إسلاما ندين به, وما نسمى أنفسنا به كمسلمين, تصبح مجرد عناوين فقط, لأنه ليس بإمكان أحد منا أن يتصور إن الإسلام شئ هناك, والمسلمون هم فئات من الناس هناك .

الإسلام هو هذا الدين الذي ندين به. والمسلمون هم نحن, لكن يبدو وأن هناك شعورا ً: أسمع بالحرب على الإسلام, والهجوم على العالم الإسلام, والخطورة على المسلمين, فأتصور أفهم أولئك ,ليس بالتحديد من أولئك ! والإسلام شي هناك !...لو كنا نستشعر حقيقة أن الخطورة هي موجهة للعالم الإسلامي, ولنا نحن كمسلمين, ربما تضل المشاعر لدينا حية لربما تركت أثر في أن تخلق نوعاً من الوعي, واليقظة أمام ما يحدث .

أول تساؤل : أن هذا الدين الذين ندين به في العالم الإسلامي كمسلمين هو دين ليس فيه ما يفرض علينا أن يبدو لنا موقف مما يحدث بالأزمة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي .

لا أحد أعتقد يستطيع أن يجيب : بأن هذا الدين الإسلامي الذي ندين به لا يفرض علينا موقفا مما يحدث . 

ثم هل يمكن أن نقول أيضا : بأن الإسلام نفسه قد جاء ليوزع المسؤوليات بين أبناء هذه الساحة ؟ فله خطاب خاص معنا, وخطاب خاص مع أولئك, فوزع الرقعة الإسلامية إلى قطاعات, ومناطق ’ ليس من في هذه المنطقة مسئول عما يحدث في المنطقة الأخرى, ليس أبناء هذه المنطقة مسئولون عما يواجه به العالم الإسلامي في منطقة أخرى !....

أيضا لا أعتقد أنه في القرآن الكريم هناك توزيع للعالم الإسلامي, أو للأرض إلى قطاعات وكل قطاع مسئوليتها تخص بجهة معينة, أو بمن في داخلها ... خطاب القرآن خطاب واحد : يا أيها الذين أمنوا, يا أيها الناس, وهكذا يخاطب المسلمين  في كل بقاع العالم .

ثم إذا كنا في واقعنا نعيش حاله في اللامبالاة بما يحدث, وإذا ما كان هناك تفاعل أمام ما يحدث, فليس أكثر من مجرد تألم لا يتحول إلى موقف! هل أن هذه الحالة يمكن لها أصل في ديننا ؟! أي أنه بتوجيهاته, بتربيته ربانا على هذا النحو, ترك فينا هذا الأثر, فها نحن نعيش حاله اللامبالاة, حاله لا اهتمام بما يحدث في العالم الإسلامي .

لا أتوقع, ما دمنا نعيش حاله كهذه, تمر الأحداث من حولنا ونحن لا تقرؤها بشكل جيد, ونحن نرى كل من حولنا أذا ما نظرنا بأنه مطلوب أن يكون هناك عمل فإن العمل في مواجهته يكون عندنا ضمن قائمة المستحيلات .

أنا واحد ممن هم يعيش في العالم الإسلامي وهي ساحة تسيطر عليها هذه المشاعر : أننا نعيش وضعية نرى أن كل شئ مستحيل, نرى أنه ليس باستطاعتنا أن نعمل شيئا في الدفاع عن العالم الإسلامي والمسلمين ومع ذلك ندعي أو نطلق على أنفسنا ألقابا كبيرة !...

هل أن هذا واقع الدنيا, وواقع الدنيا هكذا ؟ أم أن ذلك نتيجة تفريط في مسؤولية, نتيجة إهمال الواجب, نتيجة ابتعاد عن هدى الله فكان عاقبتنا بالشكل الذي يشهد أن تفرطنا أسوأ ,أو يعد جريمة أكثر من جريمة أولئك الذين قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة, لأنه إذا كان في الواقع أمتنا أصبحنا أقدام أولئك يعني : أننا في واقعنا ارتكبنا خطأ كبيراً جداً من حيث أننا فرطنا في مسؤولية كبيرة جداً فكانت معصيتنا كبيرة, استحقينا بها ـ فيما أعتقد ـ أن نعيش حاله الذل أسوا من تلك الحالة التي ضربت على بني إسرائيل .

لكن ما هي المشكلة في هذا ؟ المشكلة في هذا هي : أننا أصبحنا نفهم, ما أدري من أين ؟ هل من ميزان القوة والضعف التي سائدة في العالم , أم من عدم فهمنا بشكل صحيح لدين الإسلام وما يوجب علينا هذا الدين بان نكون في عزة ورفعة, أصبحنا نفهم أن هذا هو حال الدنيا, فكلما اشتدت الوطأة, وكلما عانينا, وكلما أصبحنا نلمس أننا في وضعية سيئة, نعيش حالة من الخزي والذلة والهوان, لا نعرف أن ذلك عقوبة (شأن الدنيا) !

فمتى يمكن أن نصحوا, ونفهم أنما نحن فيه في العالم الإسلامي نتيجة لتفريط حصل منا كمسلمين .

القران الكريم يقول أن اليهود (مفسدون ) وسيسعون في الأرض فساداً, وتحدث كثيراً عنهم, إذا فواجب المسلمين في العالم الإسلامي, من جعلكم الله بدلاً عن بني إسرائيل هو: أن يتحرك حتى تحولوا دون أن ينتشر فساد بني إسرائيل في الأرض كلها, وأن نسبقهم نحن إلى البشرية, لنوصل هذا الدين والنور والهدى إلى البشرية كلها, لنحول دون أن نفسح المجال لليهود الذين حكي عنهم أنهم يسعون في للأرض فساداً, فيكونون هم من يسبقونا إلى البشرية فيملئوا الأرض فساداً وأزمات في العالم الإسلامي . أنا اعتقد لولا أن هناك مسؤولية جسيمة جداً علينا أدى التفريط فيها إلى أن يصبح التفريط ذلك جريمة أعظم مما علية الآخرون لما استحقينا أن يعيش العالم الإسلامي في أزمات تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة .

عندما نتأمل في العالم الإسلامي نجدة في وضعية سيئة ومخزية لماذا ؟ لأننا فرطنا في مسؤولية كبيرة, فرطنا في شرف عظيم, أعرضنا, أهملنا ’ اعتمدنا على قواعد معينة أبعدتنا عن كتاب الله سبحانه وتعالى فبدا كل شئ أمامنا مستحيلاً.

عندما فرط المسلمين في العالم الإسلامي ظُلمنا, وظُلم العالم كله بسبب تفريطنا, لأنه عندما تمكن بنو إسرائيل, وتمكنت الفئات الأخرى , ساد الظلم والفساد في العالم الإسلامي .

وكان بذلك جذور الأزمة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي فنحن أضعنا مسؤولية ظُلمنا بسببها على الغم من أن الله لا يريد ظلمنا, وظلم للعالمين ’ أي : هو يريد العدل, يريد لكم الأمن, يريد لكم السلام, لكن أنما كان ذلك سيستحق إذا ما نهض المسلمين بمسؤوليتهم نرجع إلى القران الكريم, هل فعلاً هذه حقيقة, أنه طبع الدنيا على هذا النحو أم انه قال تعالى : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ).

والوضعية التي يعيشها العالم الإسلامي ليست وضعية أن يبحث الإنسان عن مبررات إطلاقا حتى ولو كان هناك مبررات شرعية, وضعية خطيرة, ليست وضعية أن يبحث الناس عن المبررات, ولا أن يقولوا المسلمين (نحن منشغلون بقضايا معينة) هي وضعية يجب أن يتجه فيها العالم الإسلامي ككل لأن تتحدث دائما مع الناس جميعا عن خطورة هذه المرحلة, وعن خطورة اليهود والنصارى, وعن أضرارهم ومفاسدهم, وعن كيف يجب أن نواجهه الأزمات الحاصلة في العالم الإسلامي .

هذا ما يجب علينا في العالم الإسلامي أن نسير علية, وما وهو المطلوب منا جميعاً في ظروف كهذه هو أن تحمل روح القران, واهتمام القران, ونهتدي بالقران, وسنرى كيف باستطاعة العالم الإسلامي أن يعمل الكثير ’ وأن كل الأزمات التي في العالم الإسلامي سهلاً وممكنا حلها .   

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته