ازالة العواقل والتمسك بالعقيدة السليمة وتقوية الاتّحاد والحافظ علي الاستقرار
ازالة العواقل والتمسك بالعقيدة السليمة
وتقوية الاتّحاد والحافظ علي الاستقرار
ماشين بينك
السلام عليكم ايها العلماء الكرام ورحمة الله وبركاته !
اليوم سنحت لي الفرصة ان اشترك في هذا المؤتمربالفرحة العظيمة بها . هنا نحن متبادلوا الآراء والأفكار والاقتراحات معا قاصدين الإتّحاد والتقدّم للمجتمع الاسلامي والسعادة والسلامة للأمة الاسلامية والامن والتطور للمجتمع البشري . هذا أعمال مفيدة! ادعو الله عز وجل ان يتقبل منا هذه النية المخلصة ويعطينا النحاج فيه لكي يتم هذا المؤتمر بنحاج !
من المعروف اننا عائشون حاليا في مجتمع مليئ بالاغراء المادي والتدهر الثقافي والسياسة المهيمنة .و الضعيف مظلوم بالغالب و قلوب الناس مرتبكة فيه. ويتفاقم فيه الاستقطاف بين الغني والفقير , الشباب لا يرون مستقبلهم بعيون مأكدة .
هذا المجتمع تتراقص فيه الافكار العشوائية في الانترنيت تتعايش الصغير والكبير وتختلط فيه النابل بالحابل . حيث لا يميّز الصالح من الفاسد . كلّ هذا يعرقل العالم ويسبب الاضطرابات للعالم ممّا اتي علي شعوب العالم بالآلام والمحن .
نلقي النظرة حول العالم الاسلامي ,لم يعد يسكن السلام والامن في كثير من البلاد العربي فوقعت في وحل الحروب والفوضي , كثير من اخواننا المسلمين في هذه الدول تركوا الديار مضطرّين ومتشرّدين .ومنهم من لقي حتفه في الطريق ,اما الذين يعيشون في البلاد التي لا توجد فيها محن الحروب ولكن قلوبهم قلقة غير مطمئنين وايامهم غير مسقرة . المجتمع في حالة الاضطرابات والحرب وسيول الدماء علي وشك الحدوث .والبلاء ممكن يحدث في اي لحظة . هنا لندع الله الرب الرحيم ان ينزلهم السلامة والامن .ويبعد عنهم الحروب والجوع والأمراض .
بعد قراءة الوضع الدولي وتحليل البلاء الذي تواجهها دول المسلمين أنا اعتقد هناك سببان اثنان :
1: القوي الخارجية هي التي تخرّب وتحرّض و تسيء و تشوّه صورة الاسلام بنية فاسدة .مستعملة المبدأ ذو قياسين لتفريق صفّ المسلمين وتبالغ الاختلاف لاحداث الاختلال في العالم الاسلامي .
2: تأثر الجماعة المسلمة بالعلمانية وعبادة المادية وانتشار العلوم الزائفة وابتعدت عن القران والسنة والعقيدة اللإلهية ممّا ادّى الى ضعف الايمان وخلخلة الأفكار و تهور النفوس وتفاقم التناقض الداخلي وتتفرق الجماعة تصبح بيضا ذا الكسر حيث سبب للقوى الخارجية فرصة التدخّل كما يقول المثل الصيني " الذباب لا يأتي علي البيض الكامل بدون الكسر ".
لذلك انا اعتقد انّ المهمة العاجلة حاليا هي ان يواجه المجتمع الاسلامي هذا الو ضع بعين الاعتبار ويوحد الأفكار ليصل الي الرؤية المؤحدة في اعلاء تقاليد الدين الاسلامي القيمة ونشر افكار تقو الله ومحبة للناس واحترام العلوم وكسب سعادة الدارين والوسطية والتعاون المشترك الخ . وارشاد المسلمين بالرجوع الي القران والسنة وتنفيذ افكار الدين الاسلامي . ولاسيما في مجال توحيد كلمة المسلمين
بالنسبة الي مسألة الاتحاد لازم مناقشتها دائما وفي كل اللحظات يوما بعد يوم .شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة . لا ياتي استقرار المجتمع الا باتحاد المسلمين والتعايش بالسلام . اذا استقر وضع المجتمع الاسلامي فلن تكون القوي الخارجية تهديدا لمجتمع المسلمين ولا تقدر التخريب لها وسوف تمشي المشاريع والاعمال في مجتمع المسلمين بصورة سليمة وايجابية
لقد مضي علي تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح بالصين اكثر من 30 سنة , هذه السياسة اتت علي الصين انجازات عظيمة ومشهورة في العالم لانّ الاستقرار المجتمع لا يضمنه الا اتحاد القوميات و إئتلاف الأديان
اذا ضاع هذا الضمان الاساسي فلن ينجح اي شيء . الاتحاد ياتي بنجاح الكل امّا الاختلاف يبطل الكل !
هذه الخبرة قدمها جميع القوميات بالصين بما فيها القوميات المسلمة وهي تستحق الدراسة الي الابد !
قال الله عز وجل في الكتاب المنير " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " (8:46 )
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون . "(3:103 )
" ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولائك لهم عذاب عظيم " (سورة ال عمران )
علمنا النبي (صلي الله عليه وسلم ) المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا قم شيك بين أصابعه . وقال ايضا " تري المؤمنين فى تراحمهم وتؤادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى" 。
علينا ان ندرس القرأن الكريم و الحديث الشريف المذكور دراسة عميقة ونطبقه تطبيقا تاما . علينا ان نحمي وحدة المسلمين مثل نحمي اعيننا للحفاظ علي استقرار المجتمع الاسلامي . لكي لا نمكّن الفرص لتدخل القوي الخارجية ولا ناتي بالضطرابات الي المجتمع الاسلامي .
علماء الاسلام القدماء من الجيل السابق فى الصين بذلوا كل الجهود وقدموا كل استطاعاتهم للحفاظ علي وحدة المسلمين ضمانة تطور وتقدم المشروع الاسلامي في الصين بشكل طبيعي وسليمى . وخاصة بعد تاسيس الصين الجديدة تنفذ الحكومة سياسة " الاحترام المتبادل وعدم التدخل وكل يعمل بنفسه ويحصل لنفسه " بالنسبة الي مسالة اختلاف المذاهب . حظيت هذه السياسة رضاء العلماء والمسلمين بكل الفئات الاجتماعية بشكل عام .دخلت سياسة " تقديم الاتحاد والتعاون وتوحيد الجهات الرئسية واهمال الاختلافات الجزئية " الي قلوب الناس . ممّا تلاشت ظاهرة تقاتل المسلمون وقطع الصلة بينهم والتباعد حتي لا يتزاوجون بينهم من اجل المسائل الجزئية في التاريخ
هناك في الصين اناس اخذتهم العزة بالانانية وهم يحقرون الاخرين يحبون نشر الفتاوي المغرضة ذات الاختلاف بين المسلمين يستغلون الفرص لرفع سمعتهم ومكانتهم . هؤلاء الذين حرضوا الفتن يرفضهم المجتمع الاسلامي بشكل عام بل لا يرحب فيهم المذهب الذي ينتمون اليه .
انا الان . الاختلاف القائم بين فئات داخل المجتمع الاسلامي المختلفة تصغّرت , اما التبادل والتعاون والتدارس اصبح اكثر و في نطاق اوسع . طبعا من اجل تقوية وتحصين استقرار وامن المجتمع الاسلامي وتطوير المشروع الاسلامي علينا نحن الاهتمام النقط التالية :
1: ارشاد المسلمين بالاهتمام بالوحي المنزل والأفكار السماوية و تامين نفوس المجتمع الاسلامي . الثقافة السماوية الاسلامية هي مفيدة للبشرية كلها بعد التنفيذ الطويل عبر التاريخ . وهي الطريق المستقيم اهداالناس رب العالمين بواسطة النبي (صلي الله عليه وسلم ) . وهي ضمانة لتحقيق رسالة " ابعاد الخرافات وازالة الباطل وتنفيذ مهمة الخليفة علي الارض " . القران اخر كتاب منزل من الله وهو وحي من الرب الرحمن الرحيم وهو رحمة من الله الي الناس كافة . فعلينا الاهتمام بالتماس وجهة المعاملة من القران بالدرجة الأولي , ومن ثم ندرس ونقلد السنة المطهرة من الاحاديث النبوية لندرس نفسية نبوية حين تطبيق روح القران . لكي نتعود في التماس الاجوية داخل القران والسنة , لنتمسك بعقيدتنا ونحافظ علي اطمئنان النفسية و لكي نحصل علي الخيار الصحيح بين العقيدة الالهية والعلوم المعنوية ونتجنب الضلال .
2: الدعوة بسعادة الدارين وتشجيع المسلمين التمسك بطريق الحياة لسعادة الدنيا ونجاح الأخرة . دين الاسلام دين يدعو الي سعادة الدارين . الله عز وجل علّم المسلمين في القران "ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " (2:201 ) .ان سعادة الدارين فكرة مهمة بالاسلام . وهي تطلب من المسلمبن ان يعملو معتمدين علي الصحة والعقل السالم بحثا عن البركة والرحمة لاحسان النفس والتمتع في الدنيا والعيش بالسلامة والسعادة والعافية . وفي نفس الوقت هي تطلب منا الّا ننسي الأخرة حيث السعادة الابدية المقصودة .لذلك لازم ان نبني بالاعمال الصالحة اساسالنجاح العظيم او كما يقول المثل الاسلامي في الصين " تدخرنفقات الأسفار للاخرة " حيث يقول الله عز وجل في القران
" وابتغ فيما اتاك الله الدار الأخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا "(28:77) " ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الأخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين "(3:145 )
ابلغنا النبي (صلي الله عليه وسلم ) بكل وضوح " اعمل لدنياك كانك تعيش فيها ابدا واعمل لأخرتك كانك تموت غدا " لقد مدح النبي (صلي الله عليه وسلم ) الذين يعملون بجد واجتهاد للدنيا وحذر الكسالى .قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )"من جد حصل" الدينا مزرعة الأخرة . الدنيا أرض الزراعة لحصول الحياة الأحسن فى الأخرة .وهو مكان العمل والجهود وفرصة التعبد لله عزوجل ومكان تربية الأخلاق ورحلة الحياة لطلب رضاء الله تعالى .
لذلك علي كل مسلم ان يهتم بالدنيا اوّلا ويبذل كل ما في وسعه من الاكتفاء والذكاء ويحسن دنياه ويجتهد ايجابيا للحصول علي النصيب ويجعل عمله في الدنيا يفيد الناس ممّا ياتي علي نفسه واسرته بالسعادة والسلامة والتمتع بما اتاه الله من النعم والبركة . في نفس الوقت يعرف الشكر ويرد بالخير مستغلا الكوارد المادية للاعمال الصالحة المفيدة للوطن والشعب ويأسس لنجاح الآخرة فيكون مسلما لسعادة الدارين واقعيا .
3: نشر فكرة الوسطية الاسلامية , يرفض افكار متطرفة ومتعصبة . الله عز وجل قال :" وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " (143 البقرة) . الاسلام دين سلام ويدعو الي الوسطية , الوسطية مبدأ اساسي للمسلم في الحياة الاجتماعية والعبادات الدينية , في القران والسنة كمية كبيرة من أفكار الوسطية ومحتوياتها . فكرة الوسطية لعبت دورا مهما في تقويم العقيدة واصلاح الاعمال وتصفية الاخلاق وتأديب الافعال ووقاية التطرف منذ اكثر من الف سنة . الواقع شهد لنا ان التمسك بالوسطية يبرز مقاصدالاسلام في افادة الناس ومن ثم يكون طريقا مستقيما لاختيار الناس .
الذي يسرنا انّه خلال هذه السنوات بدأ المسلمون الصينيون التعرف اكثر فاكثر ان التمسك بالوسطية طريق وحيد لتحليل الخلافات المذهبية والحفاظ علي وحدة المسلمين ممّا يمكّننا التصدي لاساءة وتشويه القوي الخارجية للاسلام . ويمكّننا التجنّب افكار متطرفة ومتشددة . واقامة صورة ايجابية للاسلام والمسلمين ليتعرف الناس جميعا علي الاسلام من موقف موضوعي .
انطلاقا لنشر فكرة الوسطية الاسلامية دخل الدين الاسلامي مرحلة دعوة واسعة لوسطية اسلامية في الصين تحت رعاية وادارة الجمعية الاسلامية الصينية . ولقد حصل علي نتائج مثمرة وملموسة . نحن مصرون ومستمرون علي هذا المشروع بين المسلمين , لترخس وسطية الاسلام في افكار الناس بل تقوم بفعالية ايجابية لتخدم الثقافة الاسلامية وصحوتها .
انا من مقاطعة شانشي بمنطقة شمال غربي الصين , مقاطعة شانشي مقاطعة مثقفة كبيرة بشمال غربي الصين وهي كانت عاصمة ل13 عهد ا صينيا تاريخها يرجع اكثر من الف سنة . وهي ايضا بداية طريق الحرير متوفرة بالمناظر الخلابة . وهي من اقدم منطقة التي دخل الاسلام اليها ومهد لمنهجية تربية اسلامية في الصين . لها مكانة مهمة في تاريخ الاسلام بالصين . في مدينة شيان جامع هواجوي الكبير وجامع داشويشيشيانغ الذي له علاقة وثيقة مع البحار الصيني تشين خه المشهورين عالميا . حي المسلمين منتشرة فيه المحلات التجارية والبضائع متنوعة , السياح والزائرون قادمون من شتي الارض
من الجدير بالذكر ان من خلال الحياة اليومية والدينية لمسلمي مقاطعة شاشي نجد علاقة وثيقة بين المسلمين الصينيين والمسلمين الفرس . حيث يسمو المسلمون يوم الاثنين ب " دوشنبه " ويوم الثلاثاء ب"سهشنبه " ويوم الاربعاء ب" چهار شنبه " ويوم الخميس ب" پنج شنبه " ويوم السبت ب " روز شنبه " ويوم الاحد ب "یکشنبه " .
اما في الحياة الدينية يسمون صلاة الفجر ب“بامدار" ويسمون صلاة الظهر ب"بيشين" ويسمون الوضوء ب"أبداز" مثل هذه الحالات كثيرة جدا ,
الجملة بالقول: المهم بين المسلم الصيني ومسلمو بلاد الدول العربية علاقة عريقة وصداقة قديمة .يستحق منا الحفاظ والاستغلال . الان حاليا شعبنا الصيني نمشي حسب استراتجية انشاء مشروع " حزام وطريق " الذي بادرها الرئيس الصيني شي جن بينغ لتحقيق مصالح مشتركة وارباح متبادلة لدول مطلة علي خط طريق الحرير الفرص متوفرة لكل ناس انا ارجو من الحاضرين زيارة الصين للاستطلاع فى مناسب الوقت .
تعالوا الي مقاطعتنا انا واثق ان المسلمين الصينيين المحبيين الضيوف سوف يتركو لكم انطباعا جميلا وذكريات ابدية .
ادعو الله عز وجل ان يوفقنا جميعا امين شكرا للجميع