كلمة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في اجتماع جدة

الدكتور شهرياي يؤكد على ضرورة اشاعة مفهوم الأخوّة الإسلامية بين المسلمين باعتباره فريضة

الدكتور شهرياي يؤكد على ضرورة اشاعة مفهوم الأخوّة الإسلامية بين المسلمين باعتباره فريضة

القى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الدكتور شهرياري كلمة في اجتماع مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي" في جدة واكد فيها على ضرورة إشاعة مفهوم الأخوّة الإسلامية بين المسلمين في البلدان الإسلامية وخارجها باعتباره فريضة يجب تربية الأجيال عليها.

فيمايلي نص كلمة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام والمسلمين الدكتور حميد شهرياي في اجتماع مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي" في جدة :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرین وصحبه المنتجبين
أصحاب السعادة و الفضيلة و العزة و السیادة، أيها الحفل الكريم، أحييكم بتحیة الإسلام
 
أودُّ أنْ أتوجَّهَ لكم بالتهنئة على تولِّيكم لهذا الموضوع الأساسي الذي له الدُّورُ البَّناءُ في تحقيق الأمن والسِّلم الدُّوليين، وأنْ أشكُرَكُم لهذه الجلسة الهامَّة والقيِّمة التي يحتاجها العالم الإسلامي، بل هي من ضروراته والعالَمِ الإنساني.

نشکر رئیس مجموعة الرؤیة الاستراتیجة بروسیا فی الجمهوریة لتتارستان و المسئولین فی هذا المؤتمر فی المملکة العربیة السعودیة  علی عقد هذا المؤتمر و حسن التنظیمات فیها و کذلک نشکرکم لدعوتهم من المنظمة العالمیة للتقریب بین المذاهب الاسلامیة بجمهوریة الاسلامیة بایران.
و ایضاً شکراً للدوکتور علی القَرنی و السید رمضان عبدالطیف‌اف الوسطاء لهذه الجلسة.

1 – إن واقع الساحة العالمية يتطلب من كل أصحاب القرار السياسي ومن كل الأطياف الفكرية والعلمية والإعلامية والفنية أن يعملوا على إخماد نيران الحروب العدوانية وأن يوفّروا الأجواء لإحلال السلام في ربوع المعمورة وهذا يتطلب تعاونًا دوليًا مخلصًا بعيدًا عن ممارسة الضغوط والتهديد، و عن تَدَخّل القوى التي تعمل جاهدة على إشعال نيران الفتن والحروب في العالم. إن جائحة كورونا بكل ما خلفته من أضرار تستطيع أن تُقّدم درسًا في ضرورة التعاون العالمي لمواجهة التهديدات الشاملة.

2 -  جذور الإرهاب لا يمكن استئصالها إلا بتجفيف مصادر تغذيتها بالمال والسلاح والفكر المتطرّف المتخلّف وهذا يحتاج إلى توعية شاملة للأمة كي لا تُفتَح ثغرات ولا تُوَفِّر أجواء تمَكَّنَ الأعداء من توسيع نطاق هذه الظاهرة المؤلمة التي تستهدف الإساءة إلى الإسلام والمسلمين وإلى كل ما يحمله المسلمون من شعارات مقدّسة.

3- من الضروري إشاعة مفهوم الأخوّة الإسلامية بين المسلمين في البلدان الإسلامية وخارجها باعتباره فريضة يجب تربية الأجيال عليها، مع بيان ما تستوجبه هذه الفريضة من سلوك وتعامل، والتأكيد على أن هذه الفريضة الإنسانية الإسلامية الهامة لا يمكن تحققها إلاّ بإزالة الأغلال من القلوب إذ لا تتحقق الأخوّة مع وجود الأغلال، الطائفية منها والعنصرية والذاتية الأنانية، والآية الكريمة ترشدنا إلى ذلك بقوله تعالى: "ونزعنا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا ".
 
4- لابد ایضاً ان نُرَکِّز على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية على الساحة الإسلامية والساحة العالمية، ونؤکد أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة بل في العالم لا يمكن أن تَستَتِبَ إلا بإزالة بُؤَر في الأزمات المتمثلة بالصهائنة العالمية و جائحة اسرائیل کغدة سرطانیة فی المنطقة. التی تمتلك عددا كبيرا من القنابل الذرية ولم يسمح للمنظمات الدولية بتفتيشها بأي شكل من الأشكال. والتی هي أوضح مثال على الارهاب الحکومی.

5- و لابد ان نؤکد على أهمية العمل الإسلامي المشترك والتنسيق على كافة المستويات من أجل وقف المعاناة وتخفيف آثار الأزمات على ملايين المسلمين، وخاصة ما يعيشه الشعب الافغانی و اليمني و السوری ، كما لابدّ من الاهتمام بقضايانا المعاصرة المشتركة مثل مشكلة اللاجئين والبِطالة ومشكلة المياه ومشكلات الطاقة والغذاء والتغير المناخي وغيرها فی العالم.
6- طلبتنا انسحاب القوات الأجنبية من منطقة الشرق الاوسط و  أن هذه الأساطيل والقواعد العسكرية المتواجدة في المنطقة لا تؤدي إلا إلى تشديد بؤر التوتر والنزاع ولا سبيل لاحلال السلام والوئام إلا بإزالة هذه البؤر العدوانية.
 
شکراَ لاستماعکم و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته
حمید شهریاری
الامین العام لمجمع التقریب بین المذاهب الاسلامیة
16/جمادی الاولی/1443